عزيزتي هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، بخصوص منعك لمسنجر البلاك بيري، هل هو نوع من الرقابة الأمنية مثلاً؟. سياسة المنع هي الأسهل دائماً، وهي التي يجدها المسؤول في "الدرج" ليخرجها ويأمر بها دون تفكير بحلول أخرى. مسنجر البلاك بيري وسيلة للتواصل والتعبير، وإذا كان هناك 750 ألف مشترك في السعودية، فهذا يعني أن هناك مئات آلاف السعوديين خارج المملكة أيضاً يستخدمون التقنية لتبادل الصور والملفات الصوتية مع أهلهم وذويهم في أرض الوطن. هل ستنتهي كل الخروقات الأمنية في حال إيقاف مسنجر البلاك بيري؟. هناك جماعات متطرفة في برنامج "بال تالك"، ومثلها في الفيس بوك وغيرهما من المواقع وتقنيات الاتصال. الحجة التي قد تتعذر بها هيئة الاتصالات أنها تستطيع مراقبة الإنترنت ومزودي الخدمة، ولكنها لا تقدر على ذلك مع بلاك بيري. ولكن اللافت أنها في كلتا الحالتين لا تستطيع دوما مراقبة محتوى التواصل بين الأطراف في الشبكات الاجتماعية. لا خلاف في أن كثيرين أساؤوا استخدام البلاك بيري إلى درجة الأذية للآخرين، ولكن هؤلاء الكثيرين يعتبرون قلة بالنسبة لإجمالي عدد المستخدمين. الدواعي الأمنية التي تتحجج بها هيئة الاتصالات ليست واضحة. وإذا كان سبب أو سببان هما دواعي المنع، فإن هناك ألف سبب لإبقاء الخدمة. من سيعوض من قاموا بشراء الأجهزة مؤخراً على الأقل؟ وما هو بديل التواصل الاجتماعي للشباب والأجيال التقنية؟ ما لا نريد أن نعرفه، أن يكون السبب الحقيقي في المنع هو "الحرية" التي منحها مسنجر البلاك بيري لمستخدميه في النقد والاعتراض والسخرية. ما تفعله هيئة الاتصالات الآن شبيه بما فعلته أمانة محافظة الأحساء العام الماضي واستمرت في تطبيقه حالياً، وهو منع المطاعم من تقديم وجبة الشاورما خوفاً من تسمم المواطنين الأعزاء في فصل الصيف. ولأن الحل الأسهل هو المنع كان هذا القرار، لأن من أصدر هذا الأمر لم يفكر بأنه يستطيع مراقبة المطاعم وإلزامها بدرجة تكييف عالية ومعايير نظافة إلى جانب غرامة مادية في حال عدم التقيد بالشروط. لأنه ليس "فاضياً" لكل هذا، قام بالاختصار بقرار المنع. عزيزتي هيئة الاتصالات، بخصوص منعك لمسنجر البلاك بيري فجأة، هل ستعوضين المواطنين مثلاً؟