قد يكون غياب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن حلقة برنامج "واجه الصحافة" مع القدير داود الشريان على شاشة العربية علامة استفهام حول ما إذا كان التوجه الانتقائي في جهاز علاقات الهيئة قد عاد من جديد. الحلقة التي استضيف فيها ثلاثة من المعتدلين طرحاً وفكراً، يحسبون على التيار الديني وكانوا كلهم يتحدثون عن النظام التشريعي وأداء الهيئة، في صيغة مجملها الإدانة. كانت المواجهة ستكون أفضل وأجمل لو كان أحد المتحدثين الرسميين في الجهاز موجوداً، يواجه الصحافة ويجيب على الأسئلة التي يكون الرد عليها غالباً بجمل عامة لا تحمل النفي ولا الإثبات. الدكتور عبدالله العويسي، الدكتور محمد العبدالكريم والشيخ عبدالعزيز القاسم، جميعهم كانوا يجيبون على أسئلة نيابة عن المجتمع ويتساءلون، وقبلهم كان يطرح داود الشريان الأسئلة في مرمى الهيئة ويكون النقاش ثلاثياً في غياب الهيئة التي كانت في أوقات سابقة تفضل عدم الرد إلا بالنفي فقط. الحلقة كانت ساردة لتاريخ الهيئة وتاريخ سن أنظمتها، والعمومية والشمولية في بعض الصلاحيات التي هي أعم وأشمل من بعض الأجهزة الأمنية، والتعريفات الفضفاضة لمسائل مثل "العادات السيئة"، ومع ذلك انتهت الحلقة وكانت المواجهة "ودية" انتهت بفوز المشايخ الثلاثة ومقدم الحلقة بنتيجة واحد – صفر في الأشواط الأصلية للمباراة. صحيح أن إشكالات الهيئة خفتت وخفت، ولكن حضورها الإعلامي مطلوب ومهم، وتواجدها في قنوات مثل العربية و mbc وروتانا وخصوصاً في البرامج الاجتماعية سيفتح باب النقاش ويخفف الحدة ويوسع باب الحوار مع الجهاز من قبل المتضررين والمجتمع. مدير العلاقات العامة والإعلام في الجهاز الشيخ عبدالمحسن القفاري، كان له ظهور إعلامي بسيط في الفترة الماضية، وقد تجاوب مع Mbc FM قبل قرابة العام، ولكن غياب أكثر من 5000 فرد من مسؤولين وعاملين في الهيئة عن حلقة واجه الصحافة، يعني أن الصحافة والإعلام يواجهان قضايا الهيئة وحدهما بعيداً عن "تنازل" للإجابة، وتبقى النتيجة 1 – صفر.