استئنافا لعملية تضييع الوقت زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شرم الشيخ ليبحث مع الرئيس مبارك في سبل إحياء العملية السلمية واستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. ومن الواضح أن نتنياهو مثلما راح مثلما عاد ،لأنه يعرف ماذا يريد, فيما نحاول نحن أن نثبت للوسيط أن الرجل يراوغ ويستمر في المراوغة إلى ما لا نهاية. والمشكلة أن الوسيط نفسه يعرف أن نتنياهو ومن قبله ومن بعده يراوغون ولا يملكون إرادة السلام. ولأننا لا نملك حلا آخر أو حيلة واحدة أمام إسرائيل فقد رضينا بحل الوسيط, لكن الوسيط في الواقع لا يحل ولا يربط ،لأنه كذلك بلا صلاحية ولا حيلة، مع التقدير لمهمات ومجهودات ميتشيل وكلينتون وغيرهما من طاقم الإدارة الأمريكيةالجديدة في تضييع الوقت. في ضوء ذلك برز مسمى جديد لمرحلة ما بعد فشل الوسيط اسمه "التدخل المباشر للرئيس أوباما", وقد صاحب ذلك إطلاق الإشاعات أو الروايات عن زمجرة أوباما في وجه نتنياهو, وترك الأخير وحده في الصالون لحين انتهاء الأول من العشاء, وقصص أخرى طريفة عن زئير الأسد الأمريكي في وجه القط أو الفأر الإسرائيلي, وما إلى ذلك من دغدغة لمشاعر العرب التواقين لرؤية شيء مادي محسوس على الأرض, بعيدا عن قصص ألف ليلة وليلة الأمريكية. في ظل هذه الظروف ليس لنا إلا الانتظار لحين سماع زئير الأسد. اللهم اجعلنا من المنصتين أيضا وليس من الصابرين فقط.