لا أقصد الإثارة بهذا العنوان بقدر ما يهمني إثارة قضية مزاعم وشائعات التحرش الجنسي بالمذيعات في الجزيرة وغيرها بل في كل مكان عمل. لكنني أخص الجزيرة لأنها مطالبة أكثر من غيرها بالشفافية وعدم اللجوء للانكفاء والالتفاف لحماية مسؤولي الإدارة التحريرية للفلفة موضوع الإستقالة الجماعية التي تؤكد وجود بيئة منفرة للسيدات. فقد بدأت تصل أريبيان بزنس تعليقات ورسائل وشائعات، وعندما تتجاهل الجزيرة الرد على استفسارات الصحافة بالشكل المطلوب، بل تتبع أسلوب الأنظمة العربية التي تنتقدها، فإن الأقاويل ستزيد وتضاعف من حدة التسريبات والشائعات. التحرش الجنسي هو موضوع خطير ومسكوت عنه، ويمكن أن تتعرض له أختي وأختك وكل النساء والفتيات العربيات وهو أمر يحدث ويجري تجاهله في تواطئ ذكوري مريب في كل مكان. التحرش الجنسي اللفظي ضد المرآة هو أي تعليق بالإشارة إلى أنوثتها يشعرها بالضيق والغضب لأنه يتجاوز حدود اللباقة وعبارات الإطراء أو التعليق المقبول. وعندما يشيد كثيرون في الإعلام الغربي لما تقدمه تغطية الجزيرة الإنكليزية من حسن اختيار وتغطية مهنية في الأداء لديها من المتوقع أن ينسحب ذلك على الجانب العربي ومن الداخل خاصة وأن مردوخ وفوكس نيوز ستنافس الجزيرة قريبا ويعرف عن فوكس نيوز اضطهاد المرأة بطريقة معاكسة أي إجبار المذيعات على ارتداء أزياء فاضحة. فمأساة معظم النساء العاملات في كل مكان هو التغاضي عن تعرضهن للتحرش الجنسي اللفظي في مكان العمل في كثير من الاحيان. واستقالة جماعية لمذيعات الجزيرة تعني قطعا اضطهادا واضحا لهن كنسوة. وأتمنى من الإعلام والجزيرة تحديدا اعتماد وتبني الحوكمة الرشيدة في الإدارة الداخلية، فهناك سوابق سلبية في مسجلة ضدها كما حصل في الجزيرة سابقا مع سيدات غربيات مما يوحي بوجود بيئة غير ودودة بالمرأة فيها، وما إمبراطورية طلعت مصطفى التي كادت تهوي بسبب جموح وأهواء ذكورية ضد المرأة سوى أكبر دليل على ذلك، فلم تكن المرأة سبب الفضيحة بل هي الضحية. ودوما. فالحميّة بل النخوة العربية تطالبنا أن نكون رجالا وعربا لنحمي نسائنا بل كل النساء من كل أنواع التحرش.