في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه شكا رجل اليه مفيدا أن عينه فقئت ويريد الدية ممن فقأها ، فاستقصى الخليفة الراشد هذه الحادثة بنفسه فوجد أن الرجل قد نظر من ثقب باب على عائلة آمنة مطمئنة في بيتها لأنه شك في أمر مريب ويرى أن ذلك من باب الاحتساب الشرعي ، فتعمد أحد من في البيت وأدخل أداة مع ثقب الباب ففقأ عينه ، فطالب بديتها ، لكن الخليفة العادل قال له : يخلف الله عليك عينك المفقوءة لكن لا دية لها لأنك أنت من تجسس على أعراض الناس . وحينما صدر أمر مولاي خادم الحرمين الشريفين بتعيين فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن حمين الحمين رئيسا عاما لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر استبشرنا بوصول فضيلته لهذا المكان الحساس جدا ، لكن فضيلته هذه الأيام يدخل عامه الثاني رئيسا وجهاز الهيئة مكانك سر ولا جديد يذكر ، والدليل تزايد أخطاء رجال الهيئات بصورة لافتة دون مبرر بل إنها أخطاء واضحة ومزعجة إن ثبتت ، ومن ذلك أن عددا من أعضاء الهيئة في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم ساورهم الشك في رجال ونساء فوق سطح أحد المنازل بأنهم في خلوة غير شرعية فقاموا بمداهمتهم فوق السطح فقفز منهم رجلان من فوق السطح فأصيبا بجروح وكسور ، وأعضاء الهيئة في مدينة تبوك الذين شكوا في فتاة بأنها تسعى لرجل أجنبي عنها - لاحظوا أنهم شكوا فقط وليس يقينا - وتحاول به أن يوصلها إلى جدة دون أن يكون محرما لها فقبضوا عليها وقاموا بحجزها في مكتب الهيئة الفرعي في المدينة وقاموا بالتحقيق معها وتفتيشها فلم يكشف ذلك سوى جماعة المسجد المجاور للمكتب حينما سمعوا صراخها فأبلغوا عنها فحضرت الدوريات الأمنية وتم نقلها لدار الرعاية حتى تستكمل قضيتها فجاءت والدتها واستلمتها ، لكن السؤال المهم في هذا الجانب أنه بالإضافة إلى الخطأ الذي ارتكبوه بتوجيه تهمة لم تثبت حتى الآن ولم يعثروا على الشخص الذي معها - حسب الرواية التي ذكرت في الصحف - الا أنه ملفت للنظر أنهم يحققون معها أثناء وقت الصلاة خصوصا وأن المكتب مجاور للمسجد ، فمن أعفاهم من الصلاة مع الجماعة ؟ وهل هم في حالة حرب مع العدو؟ بل إنهم حتى لو كانوا في حالة حرب فلن تسقط الصلاة عنهم ، ومثلهم عضو الهيئة الذي قبض على فتاة في محافظة تيماء قرب أحد الأسواق مع شاب في خلوة غير شرعية فاصطحبها في سيارته الخاصة دون محرم ، بل وتأخر بإيصالها إلى المركز وقتا طويلا بحجة مناصحتها . إنني أضع هذه القصص التي ملأت الصحف والمنتديات خلال الأسابيع الماضية وغيرها كثير أمام ناظري فضيلة الشيخ / عبدالعزيز الحمين وأنا وآخرون تبرز أمامنا علامات استفهام على تلك القصص التي لا يقبلها عقل ولا منطق ، بل وتسيء للدين الإسلامي الذي نؤمن به ونزل به كتاب كريم يتلى إلى يوم القيامة ، بل يقول الله تبارك وتعالى فيه ( ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) الآية ، وهذا مع الكفار فكيف هو مع المسلمين . أسعد الله أوقاتكم