تركي الدخيل - نقلا عن الوطن السعودية سعادة السفير الأمريكي في الرياض: هل تقبل أن يفتش الأمريكيون في المطارات، لمجرد أن بعض الأمريكيين ينتمون إلى تنظيم القاعدة؟ ثبت أن بعض الأمريكيين انتموا إلى تنظيم القاعدة، وآخرهم "عزام الأمريكي"، لكن تعميم السوءات ليس سلوكاً إنسانياً، خاصةً وأن أمريكا ساهمت في ترسيخ الثقافة الإنسانية، ودعت إلى ترسيخ الحقوق والحريات! ليس من العدل أن تقوم دولتكم بتخصيص جنسيات محددة لتفتيشهم بشكل قهري في أماكن حساسة، وبشكل مهين!. إن فعل شخص واحد من بلد سكانه أكثر من عشرين مليون نسمة؛ ليس مبرراً لأن نكون نحن ضحايا قوانين غير عادلة، لا تتوافق مع الحقوق والحريات وأدبيات الإنسانية التي يعرفها الأمريكيون أكثر من غيرهم. ولو سلمنا بذات المنطق، فهل يمكن أن نمنع الولاياتالمتحدةالأمريكية كلها من تصدير نفطنا، لمجرد أن شخصية أمريكية طالبت بضرب السعوديين؟! نحن نعلم أن بعض الجنسيات اشتهرت-في السعودية مثلاً- بتهريب المخدرات، بطرق عصية على الكشف، لكن تكرار أبناء بعض تلك الجنسيات لم تكن محفزةً لنا لاستضعاف كل أبناء ذلك الشعب. إن جرم شخص لا يحمله آخر، وفي القرآن: "ولا تزر وازرة وزر أخرى"، وكل الدساتير وأدبيات الحقوق في العالم تعمل بمضمون هذه الآية. من أخطأ منا فعاقبوه، لكن لا تحملونا أوزار غيرنا. هناك فرق كبير، بين أن تكون الجنسية معياراً للتفتيش، وبين أن يكون الاشتباه هو المعيار. لستُ ضد وضع المشتبه به قيد التفتيش، لكنني ضد وضع قائمة تعسفية ضد جنسيات محددة لتفتيشها، إن هذا الفعل ممارسة عنصرية واضحة. أيها السفير المحترم: إن أمريكا –كما تعلم- وجهة للسعوديين منذ الستينيات، لأغراض متعددة، وأخص منها الدراسة، ومن ثم التطبيب، والتجارة؛ ووضع هذا القانون سيخذل الذين يقصدون أمريكا، لهدف أو لآخر. إن الصورة الحسنة التي تطمحون إلى غرسها في العالم العربي لا تمر عبر مثل هذا النظام العنصري المتعسف؛ خاصةً وأن سمعة أمريكا ليست جيدة لدى الشعوب العربية وعلى الأخص بعد غزو العراق. نريد أن تساوي أمريكا بين الجنسيات في المطارات، وأن لا تحاكم الشعب السعودي كله، لمجرد وجود أفراد قاموا بممارسات مشينة، أساءت واستهدفت السعودية أيضاً. من المهم وضع "الاشتباه" هو المعيار للتفتيش، لا لون الوجه، أو لون الجواز، أو جنسية حامله. وما أعجبه زمن، زمن تفتيش مناطق كنا نظنّ أنها "خاصة" غير أن أنظمة مطارات أمريكا ستجعلها مشاعة، من دون حياء أو تقدير لإنسانية الإنسان. وأخشى ما أخشاه، أن نترحم على عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، في وقت كنا نرجو أن يكون عهد أوباما، عودة لقيم أمريكية ترون أنها تأثرت بممارسات الإدارات السابقة!