نشرت صحيفة «أخبار اليوم» القاهرية تصريحاً نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط يقول فيه الأستاذ أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري تعليقاً على زيارة الرئيس مبارك للمملكة وبعض دول الخليج: إن مصر لا تقوم بأي وساطة بين إيران والدول العربية في الخليج.. ثم أشار إلى أن المملكة ومصر تشكلان قوتين رئيسيتين تجب حمايتهما.. هذه الرؤية الواعية يدركها من يعرف جيداً حقيقة الأوضاع العربية بكل صفاتها العامة سواء ما يجمع الإفريقية العربية من أُطر خلاف متعددة، أو ما يمتد من ألسنة لهب تدخلات وخصومات في الامتداد ما بين البحر الأبيض غرباً والحدود الإيرانية شرقاً، وكذا إذا أخذنا المسار ما بين الشمال وحتى الجنوب.. فالواقع أن أكثر دولتين تعيشان استقراراً واضحاً ومحصناً بصعوبة تصدير الاختراقات، وكل من الدولتين تتجه لبناء مجتمعها داخلياً بصيغ مختلفة.. الأمر يعني أن الرياض والقاهرة هما المستعصيتان على تسرب أي تموّج للصراعات التي أصبحت مألوفة في العالم العربي.. ولعل تجديد العلاقات مع دمشق يوحي بإضافة الضلع الثالث للمثلث العربي الذي يُرجى أن يتوسع أكثر وأكثر، ولكن تبقى الرياض والقاهرة بحكم الأوضاع السياسية الراهنة والتنموية القائمة كما قال الوزير أبو الغيط هما قوتان رئيسيتان تجب حمايتهما.. ما أستغرب منه.. وهو مع الأسف يتكرر مع أبسط خبر متكرر حتى ولو كان حادث سيارة أو خلاف رجل أعمال وآخر.. عندما نجد ردود فعل إعلامية غير رسمية تكاد أن توزّع الحجارة بين أيدي مواطني الدولتين.. ألم يحدث أن أخذ حادث سيارة عادي تماماً هذا الحجم؟.. ألم تُثر قضية الكفيل وكأنها خصوصية تعامل، أو أنها تعني الدولة قبل أن تعني المستفيد من العمل، وفيها حماية للعامل؟.. إن المصريين الذين يعملون في المملكة هم أعلى نسبة من أي بلد آخر، وبالذات في ميادين الشركات والصيدلة والطب ووظائف القطاع الخاص.. وفي الوقت نفسه فإن السعودي هو صاحب المجموع الأعلى بين نسب السائحين، وهو المستثمر الأول في مصر.. فلماذا لا يكون هذا التقارب الإيجابي موضع تقدير ومساندة..