إبراهيم الماجد - * الجزيرة السعودية يوم أعلنت جمهورية مصر العربية ضبطها لخلية تسعى لزعزعة الأمن داخل مصر تابعة لحزب الله الذي هو بالتالي لملالي إيران، ظهر من قال: إن المصريين يريدون تصفية حسابات ليس إلا، وجاء من قال غير ذلك، في مغالطة لواقع مرير تمر به إيران بقيادة حراس الثورة الذين لا يدركون أن النار قد تأتي من مستصغر الشرر. منذ الثورة الإيرانية بقيادة آية الله الخميني ومنطقة الخليج العربي تعيش حالة عدم استقرار، وذلك بسبب الحالة غير المستقرة في الجمهورية الإيرانية، حيث إن الشعب الإيراني من داخله منقسم إلى أكثر من فريق، ولا نعني السنة والشيعة، بل بين الشيعة أنفسهم. وفي السنوات الأخيرة ونتيجة لما تعانيه من قلاقل داخلية تكاد تقتلع النظام من جذوره سعى هذا النظام الصفوي لتصدير ثورته لكثير من أنحاء العالم ليس العربي فحسب بل وإلى عدد من الدول الإسلامية، وقد حقق نجاحا في هذه الدول، بسبب ما يحمله من أمان وما يحققه من تطلعات آنية لهذه الشعوب المستضعفة. وكمثال فقط أسوق ما تقوم به إيران من نشاط في السودان، حيث تعمل بنشاط مقلق لترسيخ المذهب الشيعي في هذا البلد السني، وللأسف وجدت من يتقبل ذلك بشكل أو بآخر، فأقامت المراكز التي تسميها ثقافية في العاصمة الخرطوم وما هي إلا مراكز لبث الفكر والمذهب الشيعي بين أوساط الشباب، وكذلك في جنوب شرق آسيا تعمل بكثافة ونشاط كبير، وإن كانت النتائج أقل بكثير عما هو حاصل في القارة الأفريقية السمراء. في النيجر وفي نيجيريا وأوغندا للمذهب الشيعي انتشار كبير كما تشير تقارير المنظمات المحايدة، وكذا في كثير من الدول الأفريقية الأكثر فقرا، وهذا لم يأت من فراغ وإنما أتى من خلال عمل منظم، وخطط مدروسة، جعلت في أولوياتها تمدد هذا المذهب ومن ثم سيطرة دولة الملالي على هذه الشعوب وتسخيرها لخدمة أهدافهم السيئة. هذا شيء مزعج لا شك، ولكن الأشد إزعاجاً عندما تحاول إيران ومن خلال عقيدة راسخة بأهمية ما تقوم به إلى محاولة زعزعة الأمن في دول الجوار من خلال إثارة الفتن والقلاقل في دول المنطقة، بغية بسط نفوذها، وهيمنتها على دول المنطقة بشكل أو بآخر. إن على إيران أن تدرك أن إثارتها الفتن ومحاولاتها هز الثقة في قيادات المنطقة أسلوب رخيص لا يمكن أن يحقق أطماعها في بسط وصايتها على هذا الشعوب، وليست منطقة الخليج العربي مثل القارة الأفريقية سهلت الابتلاع. الشعب الإيراني قد يكون مبتلى بهؤلاء الملالي الذين يؤمنون أن بقاءهم مرهون ببقاء منطقة الخليج بأكملها تعاني من اضطرابات متنوعة وتهديدات متكررة من أطراف مختلفة، ولذا فإننا لا نعتقد أننا في منقطة الخليج نعاني من سوء علاقة مع الشعب الإيراني، وإنما الذي نعتقده أن مشكلتنا مع هؤلاء الملالي الذين يعتقدون في ذواتهم ويؤمنون بأشياء باطلة ما أنزل الله بها من سلطان. لقد أشعل ملالي إيران نار الفتنة في اليمن ويحاولون أن يشعلوا الفوضى في موسم من أعظم المواسم وأقدسها عند الله وهو الحج، يريدون أن يحولوا موسم الحج إلى فوضى وهتافات ما أنزل الله بها من سلطان في محاولة بائسة منهم لجذب الأنظار لهم، واستدرار عواطف الشعوب بالبراءة من أمريكا وإسرائيل..!! لقد عانى الشعب الإيراني الشقيق من جنون هؤلاء الملالي طول القرون الثلاثة الماضية، وضيق عليه في شتى مناحي حياته، ويريدون الآن أن يطول أذاهم كل دول الجوار، في سقوط أخلاقي وسياسي فادح..!! إن على هؤلاء أن يعلموا أن الحج ليس محفلا سياسيا ولا مهرجانا شعبيا وإنما هو أيام عشر فيها يتقرب المسلم إلى ربه بالعبادة الخاصة، فلا شعارات ترفع إلا شعار لبيك اللهم لبيك ولا نداء إلا نداء التوحيد الخالص لله وحده. كفى أيها الملالي جنوناً وكفى تطاولا على الأمة ومقدساتها وحرماتها.