ليست المرة الأولى التي يمثل فيها فريق الكرة السعودية في محفل دولي كما هو الاتحاد اليوم؛ لكن الأمر برأيي هذه المرة مختلف لدرجة بتنا فيها نتعامل جميعنا في الوسط الرياضي والإعلامي مع الاتحاد وقبل موقعة الحسم كما يجب أن يكون التعامل، وهو أنه الفريق السعودي المشرف الذي بدأ مسيرته في البطولة بقوة، وواصل مشواره حتى بلغ النهائي بجدارة واستحقاق، وبات على مشارف العودة إلى أرض الوطن بالكأس الغالية للمرة الثالثة بمسماها الجديد. والحقُّ أنَّ الكرة السعودية لن تجد فرصة لحفظ ماء وجهها، وتحسين صورتها، التي اهتزت بعد الخروج المرير من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم المقبلة بجنوب إفريقيا أفضل من أن يكون أحد فرقها بطلا متوجاً لدوري أبطال آسيا للأندية؛ ما يعني أن الاتحاد اليوم في مهمة خاصة جداً. وممثلنا الكبير يجد وقفة صادقة على مختلف الأصعدة الرسمية وغير الرسمية، ومن كل الجماهير سواء المنتمية ل(عميد الأندية)، أو من مناصري الفرق الأخرى، وكلهم بانتظار إعلان الفوز الذي يعيد الكأس الآسيوية للوطن. المتفائلون بعودة الاتحاد منتصراً لهم دوافعهم التي يتصدرها ثقتهم بفريقهم، وبلاعبيه المحترفين، والمتمرسِّين في مثل هذه المناسبات، وحضوره الرائع في نصف النهائي حين دكَّ مرمى ناجويا الياباني في جدة بستة أهداف، ولم يكن في الإياب هناك أقل حدَّة؛ بل كان مهاجما شرسا كرر انتصاره، وأكد على أحقيته المطلقة ببطاقة التأهل الأولى للنهائي. والمتفائلون أيضا لا بدَّ أنهم وقفوا على أداء الفريق الكوري بوهانج ستيلرز عبر مشاهدتهم موقعتي أم صلال القطري واللتين لا تعبران رغم فوزه عن قوة يمكن من خلالها إعاقة الاتحاد عن تحقيق حلمه الكبير. (العميد) يسير بخطى واثقة، وإدارته الجيدة، وجهازه الفني المميز ونجومه الرائعون يشعرون كل السعوديين بالأمان والاطمئنان؛ خصوصا وأنَّ الاستعدادات مثالية بالتواجد في اليابان منذ 24 أكتوبر الماضي، والحالة الصحية جيدة لجميع النجوم أصحاب الخبرة الدولية، التي تجعلهم قادرين على الضرب بقوة، وإحباط أي مخطَّط كوري قد يقلب الأوضاع في عالم الكرة الغريب؛ فمهما بلغت لغة التفاؤل المدعومة بمنطق القلم والورقة تبقى النتائج المتوقعة معرضة للتغيير، وتاريخ اللعبة خير شاهد. ربما يحتاج الاتحاد لاحترام منافسه حتى لا يتكرر خطأ البداية في مباراة ناجويا بجدة، وعلى لاعبيه عدم استعجال النتيجة، والتعامل الهادئ مع الأجواء الباردة الماطرة التي في مواجهة، لا مجال فيها للتعويض، وما يضاعف حالة التفاؤل بالفوز هو ذلك التناغم الذي يعيشه الفريق بأجهزته المختلفة مع اللاعبين، وكشفه الأرجنتيني كالديرون في تصريحات مختلفة حين ركَّز على أهمية روح التضامن التي يعيشها الاتحاد.