حين تتخذ بعض الدول الأوروبية مواقف معارضة للنقاب فإن هذه المواقف رغم عنصريتها تبدو مواقف قابلة للتفسير، فهذه الدول غير مسلمة وتشيع في أوساطها الثقافية والاجتماعية روح معادية للإسلام وتعاني من الفهم الخاطئ لطبيعة العلاقات الإنسانية داخل المجتمع المسلم، فتتخذ مثل هذه الإجراءات تحت شعار محاربة التمييز الديني أو حماية المرأة. الحرب على النقاب في أوروبا هي حرب ثقافية في أرض غير إسلامية، وهي في كل الأحوال لن تؤدي إلى نتيجة، فالغالبية العظمى من النساء المسلمات اللواتي يرتدين النقاب والعباءة يعشن داخل العالم الإسلامي ولا يفكرن في الذهاب إلى أوروبا، ولكن الخطر الحقيقي الذي يمكن أن تواجهه المرأة المسلمة يكمن في استغلال التنظيمات المحسوبة على الإسلام زيها المحتشم للتخفي. أي المشهدين أكثر إيلاما: مدرسة في أوروبا تمنع طفلة مسلمة من الدراسة أم رجال أمن في نقطة تفتيش داخل العالم الإسلامي وجدوا أنفسهم مضطرين لتفتيش مجموعة من المنقبات خوفا من لعبة التخفي ؟!، قد لا تكون حادثة القبض على إرهابيين يرتدون العباءات النسائية هي الأولى من نوعها، فقد تم القبض على العديد من المجرمين الذين اتخذوا من هذه العباءة وسيلة للتخفي ولكن استغلال التنظيمات التي تدعي الإسلام في مختلف أرجاء العالم الإسلامي لملابس المرأة سوف يقود إلى نتائج وإجراءات تتناقض مع الشعارات التي ترفعها هذه التنظيمات. والمؤسف حقا أن بعض حركات المقاومة اتبعت نهج التنظيمات الإرهابية في استغلال ملابس المرأة المسلمة للتخفي، بل إن بعضها تجاوز ذلك إلى استخدام المرأة بشحمها ولحمها لتنفيذ عمليات انتحارية حتى أصبح تفتيش النساء بحثا عن الأحزمة الناسفة إجراء روتينيا في العراق وفلسطين وأماكن أخرى من العالم الإسلامي، ولن نكون مبالغين لو قلنا: إن جميع هذه التنظيمات تراهن على شيء واحد قبل تنفيذ هذه العمليات وهو احترام الطرف الآخر لخصوصية المرأة في الثقافة الإسلامية!، وأي سقوط أكبر من أن تراهن على احترام خصمك لمبادئك أكثر منك!. لا صلاة دون وضوء، ولا جهاد دون الالتزام بمبادئ الإسلام وقيمه السامية، أما تبرير استخدام النساء أو ملابسهن في العمليات الانتحارية تحت شعار (الغاية تبرر الوسيلة) فهو يكشف عن حالة الانحدار التي تعيشها هذه التنظيمات والتي وصلت حد تبرير تعاطي المخدرات، وإذا أردتم الصدق فإن لعبة التبرير تحولت إلى منهج أساسي عند هذه التنظيمات منذ أن تم تبرير الانتحار وتحويل مسماه إلى (شهادة)!. لعبة تبرير الأخطاء الفاضحة من أجل تحقيق هدف كبير لا تنتهي عند حد معين، ويكفي أن نعرف أن جاسوسات الموساد اللواتي عملن في البغاء كن يبررن أفعالهن المشينة بأنها تضحيات من أجل الوطن!.