كنت مدعوه لحضور حفل بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وقد كان الحضور لا بأس به بالذات من جانب الرجال. وقد ألقى القائمين على الحفل كلمات الترحيب وخطابات ومحاضرات عن مجهودات المرأة، ودور المرأة، ورعاية المرأة، الخ الخ..... كنت استمع إلى المتحدثين باهتمام ، ولم يكن في نيتي أن اعلق على أي موضوع تم طرحه لأنه كلام قيل كثيراً وسيعاد مراراً وتكراراً ،إلى أن جاء دور الدكتور فلان الذي بدأ في إلقاء محاضرة فحواها لماذا لا ترضى المرأة بما قسم الله لها فهي كائن ضعيف ؟وان للرجل القوامة عليها .وان الله خلقها من ضلع اعوج من أراد تقويمه كسره. بعد انتهاء الدكتور العلامة من موضوعه طلبت التعليق وأتيح لي المجال فقلت: دكتوري الفاضل السلام عليكم من قال لك أن المرأة تعترض على أساس خلقتها؟ وإنها غير راضية عن فطرتها التي فطرها الله عليها؟ نحن نعلم أن الله سبحانه وتعالى قد كرم المرأة أكثر من تكريمه للرجل والدليل على ذلك انه خلق آدم من تراب . ولكنه عندما خلق حواء اختار سبحانه وتعالى ارقى مكان لخلقتها وهو أعلى ضلع من ضلوع الناحية اليسرى من صدر آدم والمحيطة بقلبه -لهذا وسبحان الله فان الرجل ينقص بضلع عن المرأة- فالله الله ...أي تكريم حظيت به حواء وقد كانت قدرته سبحانه إذا أراد لها الإهانة ولبناتها من بعدها بان يخلقها من موضع مهين في آدم -وبدون ان نذهب بفكرنا بعيدا جدا نقول على سبيل المثال طرف إصبع قدمه-. ومما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن كل مخلوق يكون له حظ كبير مما خلق منه. فكما آدم كان من تراب واخذ منه صلابته وجموده وخصوبته, كانت حواء من الضلع الملاصق للقلب فأخذت منه المشاعر والعواطف والأحاسيس والرقة والانحناء الذي كان يحيط به القلب ليحافظ عليه ويتلقى عنه أي صدمه توجه إليه. وإيمانا منا نحن بنات حواء أن الله فطر الرجل على القوة والقدرة على تحمل الشدائد لأنه ابن آدم وفطر المرأة على النعومة والرقة والسكينة لأنها ابنة حواء، فانه من الموازين الكونية أن يقوم الرجل على تلبية متطلبات المرأة فلابد أن يكدح ويعمل ويكسب من اجلها ،وتقوم المرأة بالاستقرار وإغداق الحب عليه. وبهذا نجد أن تكريم الله سبحانه للمرأة في خلقتها واضح جلي لا يحتاج لمن يلقي محاضرة لإقناعها أنها مكرمة ولا يحتاج لمحاضر يواسيها أنها خلقت من ضلع اعوج . وشكرا.