لفت نظري التصريحات التي أدلى بها مدير إدارة الكرة في نادي الهلال سامي الجابر التي تحدّث فيها عن وضعه الصحي، وأنه تعافى تمامًا من إصابته بمرض أنفلونزا N1H1 (أنفلونزا الخنازير) الذي أصابه مؤخرًا، وأعقبه إصابة (7) في نادي الحزم بين لاعبين وإداريين، والحقيقة أن تصريحات الجابر تنم عن فكر عالٍ، وثقافة كبيرة، وقدرة جيدة في التعامل مع الإعلام لما يملكه من حس ووعي، وقدرة على إقناع مستمعيه، ومشاهديه، وأعجبني حقيقة الثقة التي كان يتمتع بها، والتي واجه بها من حوله في المجتمع المحيط به رغم الإحباط التي واجهه من بعض الناس الذين التقاهم بحسب ما يقول، وظهر لنا من خلال تعرضه للإصابة قوي الشكيمة مستمدًا قوته من الرضا بقضاء الله وقدره، وهكذا يجب أن يكون المسلم. وفي رأيي أن سامي أسدى لوزارة الصحة دعاية مجانية بعدم خطورة المرض، وهذه الحالة التي حصلت للجابر رسالة لوزارة الصحة بأن تؤكد على الأطباء بضرورة التشخيص الجيّد للحالات التي تعرض عليهم، كما تؤكد حالة الجابر أيضًا أن الحالات التي لديها مناعة تستطيع أن تقاوم هذا المرض -بإذن الله-، وأقول للنجم الكبير الحمدلله على الشفاء من هذا المرض، وأنا أضم صوتي لصوتك بضرورة التوعية ضد هذا المرض، ولعلّ ظهور المرض في نجم كبير كسامي الجابر يجعل وزارة الصحة تستفيد من تجربته في تخفيف حدة التوتر الموجود عند الناس، وكذلك الاستفادة من المحاضرات التوعوية الطبية والدينية لإبعاد الخوف والذعر في قلوب الكثيرين، والناس في هذا الزمان يقلقهم أي شيء يسمعون عنه إذا كان مزعجًا فما بالنا إذا كان مرضًا، ومع هذا يجب على المسلم أن يكون إيمانه بالله كبيرًا وليجعل من قوله صلى الله عليه وسلم (واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك)، وعلينا بالتوكل على الله مع الأخذ بالأسباب. فالله سبحانه وتعالى لم يأمر بالتوكل على الله إلاَّ بعد التحرز والأخذ بالأسباب، قال الله تعالى: “وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ”.. {آل عمران:159}، فأمره بالأخذ بالأسباب، وهي هنا الاستشارة في الأمور وتقليب النظر فيها، فإذا اطمأن قلبه وعزمت نفسه عليه توكل على الله في فعل ذلك، أسأل الله أن يقينا وإيّاكم جميع الأمراض، وأن يجعلنا من الراضين بقضاء الله وقدره. إنه جواد كريم.