د.علي بن سعد الموسى * الوطن السعودية على هوامش معرض الناشر السعودي في مدينة جدة، تبرز الصورة وقوف الفنانة التشكيلية السعودية، سوزان باعقيل، تهدي كتابها لفضيلة الشيخ الدكتور عائض القرني وتمهر الإهداء بالتوقيع، وقد وقف فضيلته شاكراً مبتسماً ولا أظن أن أحداً يجرؤ أن يقول لفضيلته ما يجوز وما لا يجوز، ولا أن ينبه مثل قامته الدعوية وتخصصه الشرعي أين يقع الصواب من الخطأ. ذات الصورة والمشهد بين فضيلة الشيخ القرني وبين سوزان باعقيل في معرض الناشر هي ذات الصورة التي كانت تقيم – الصحراء – فلا تقعدها بذات التطابق في معرض الكتاب الدولي بالرياض مع فارق اختلاف الأشخاص بين المهدي المؤلف وبين الرمز الثقافي المستقبل للهدية. وفي صورة شيخنا عائض القرني وسوزان باعقيل لم يعترض أحد ولم يحتسب رغم الدائرة الواسعة من الذين وقفوا يراقبون المشهد. في الصورة القديمة الأخرى أيام معرض الرياض الدولي كانت الأسماء عناوين الأخبار وكانت مثل هذه القصص والصور تنسينا الحدث الضخم في معرض الكتاب لنتحول إلى نكتة طريفة لما يحدث من قفشات مثل تلك الصور والمشاهد على حواشيه. وبكل هدوء، سيخطئ كثيراً من يظن أنني أناقش موقف فضيلة الشيخ لأنه قبل كتابتي اليوم قد وقف أمام الكاميرا في شجاعة محمودة ليبرهن منهجاً، ومثله من الرموز هم من يقود الجمهور لا من ينقاد إليه. سؤالي اليوم هو عن حدود المسموح وعن الأصوات التي تعلو مع هذا وتسكت مع ذاك. أليست الصورة هي ذات الصورة وسببية الاحتساب والاعتراض هي ذاتها هناك؟ يثبت موقف فضيلة الشيخ الدكتور حينما مرّت الصورة بكل هذا الهدوء أن كل الصور الأخرى التي قام حولها الضجيج كان لها من الممكن أن تمر بكل الهدوء دون انقسام ثقافي ودون معارك رأي، فكل هذه الصور بتطابق مضامينها واختلاف شخوصها كانت في قلب معرض للكتاب يرتاده الآلاف، ولم تكن في قبو مقفل أو سرداب مظلم. لماذا لا نقدم وجهنا الاجتماعي الصحيح دون استفزاز أو إثارة، بل لماذا نحاول في بعض الأحيان أن ننثر الاستفزاز فوق المشاهد التي لا تثير ولا تستفز؟ نحن فقط من يحيل الصورة في سوق مكشوف إلى محاولة خبيثة من سوء الظن.