المجيب صالح بن درباش الزهراني عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى السؤال ما هي الإسماعيلية؟ وهل هم من فرق الشيعة؟ وأين أماكن تواجدهم؟ الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: الإسماعيلية فرقة من فرق الشيعة الغلاة، تُنسب إلى إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر ، الابن الأكبر لجعفر الصادق، ثم تلاه ابنه محمد كما تزعم الطائفة، وهكذا تسللت الإمامة في نسلهم –كما يقولون– إلى يومنا هذا، وإن كانوا قد انشعبوا شعبتين بعد موت الخليفة المستنصر بالله العبيدي (487ه)؛ شعبة تتبع ابنه نزاراً، وتسمى النزارية، وتعرف حديثاً بالأغاخانية، وشعبة تتبع ابنه المستعلي، وتعرف حالياً بالبهرة. انتشرت النزارية في منطقة ألموت حول بحر قزوين بإيران، وكان لها شأن خطير، إذ انتهجت سياسة الاغتيالات لخصومها، وكانوا يدخنون الحشيش حتى عرفوا بالحشاشين، وقضى عليهم هولاكو في حملته العسكرية المعروفة، ثم بعثت بريطانيا فيهم الروح إبان استعمارها، وذلك باسم الأغاخانية، وينتشرون حالياً في كراتشي، وبعض بلاد الشام كسلمية، كما لهم وجود في بلاد الغرب. أما البهرة فقد انتشرت في مصر حتى قضى عليها صلاح الدين سنة 567ه وانتشرت في اليمن تحت حماية الدولة الصليحية الإسماعيلية حتى انقرضت عام 563ه، ثم اشتغل أتباعها بالتجارة بين الهند واليمن فاعتنق دعوتهم بعض الهنود في بومبي وغيرها وعرفوا بالبهرة أي: التجار، لأنهم كانوا يشتغلون بالتجارة، وفي القرن العاشر انقسمت البهرة إلى قسمين؛ داودية (نسبة إلى الداعي المطلق داود بن عجب شاه) ومقرها بومبي بالهند وسليمانية (نسبة إلى الداعي المطلق سليمان بن الحسن) ومقرها في نجران وحراز باليمن. تفترق الإسماعيلية عن الاثني عشرية بعد جعفر الصادق، فبينما يرى الإسماعيلية أن الإمام بعده هو إسماعيل ثم تستمر إلى اليوم، يرى الاثنا عشرية أن الإمام موسى (الكاظم) بن جعفر وتنتهي بالثاني عشر (محمد المهدي المزعوم) والمختفي في سرداب في سامراء عام 260ه إلى اليوم.. وتختلف الإسماعيلية بينها في الإمام بعد المستنصر بالله هل هو ابنه نزار وسلالته كما يزعم (الأغاخانية) أم هو المستعلي وسلالته كما يزعم (البهرة) ؟! ومن الفروق بينهما أن الإمام لدى النزارية (الأغاخانية) ظاهر معروف، بينما الإمام لدى المستعلية (البهرة) في دور الستر حالياً، ويقوم بالدعوة عنه الداعي المطلق. هذا هو الخط العام للفرقة، ولهم بعد ذلك عقائد في الإمام وخصائصه ومواصفاته ترفعه إلى درجة الألوهية، حتى قال شاعرهم مخاطباً أحد أئمتهم: ما شئت لا ما شاءت الأقدار! فاحكم فأنت الواحد القهار ! وبالجملة فعقائدهم فلسفية مستمدة من الفلسفة اليونانية والهندية، ومن أشهر جماعاتهم التاريخية جماعة إخوان الصفا؛ أصحاب الموسوعة الفلسفية المشهورة. ودعائم الإسلام عندهم سبعة: الولاية (ولاية علي) والطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد، ولهذه الدعائم تأويلات باطنية خاصة لا يعلمها إلا الإسماعيلية، ويختلفون في الالتزام بأحكام الشريعة في الظاهر، فالأغاخانية لا يصلون، ولا يصومون، ولا يلتزمون بأحكام الإسلام الظاهرة إلا تقية ؛ لأن المراد منها -عندهم- غير ظاهرها! أما البهرة فهم يصلون، ولكن يجعلونها للإمام الإسماعيلي المستور، ويحجون في الظاهر، ويعتبرون الكعبة رمزاً لإمامهم المستور، وهكذا في أمور كثيرة يطول شرحها.. والله أعلم.