فهد بن سليمان بن عبدالله التويجري - الجزيرة خرجت من جامع الراشد في بريدة صباح الأحد 2-4-1430ه بعد درس علمي ماتع مع المتقاعدين، حتى إذا استويت على سيارتي سرت غير بعيد، فإذا أنا بجوار مهرجان الكليجا في مركز الملك خالد ببريدة، فلما وصلته وترجلت عن سيارتي، رأيت لفيفا من الإخوة، كنت أظن أني لن أجد إلا القليل من الناس لانشغال الناس بأعمالهم، دخلت فرأيت ما أدهشني، وسر خاطري، وأثلج صدري، حركة دؤوبة، وعمل منظم، وجهد واضح، وأيد مخلصة، ومنتجات محلية متعددة، تنوع وتعدد، وصناعة وابتكار وروعة في العرض، وجودة في الأداء، أصناف فاخرة، وأطعمة شتى، وما لذ وطاب، والأجمل من هذا وذاك أنها بأيد محلية سعودية، فقلت في نفسي وأنا أخاطبها هل حقيقة أن كل ما أراه من بيوتات القصيم! ودور الأهالي! ومخابز المدينة! هل كل ما أتذوقه صنعته أيدي أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا، أو من إنتاج أبنائنا وشبابنا أبناء الوطن، شيء مذهل، شيء عظيم، أمر كبير وكبير أن يكون لدينا مصانع نجهلها، وأيد عاملة لم نستقدمها، وأكلات لم نستوردها أكلات طبيعية100% محترمة وطازجة، قريبة العهد وحديثة الصنع، عالية الجودة. كليجا-فتيت- كاليجا دايت- السمسم- الحشو...إلخ حقاً إن القصيم منطقة صناعية منتجة، متألقة. لقد تبنت عدة جهات ومؤسسات منذ سنوات تنمية الأسر المحتاجة الفقيرة، حتى أصبحت تلك الأسر منتجة وغنية، ويروي لي الأستاذ الخبير/ عبدالعزيز بن عبدالله التويجري، رجل الأعمال المعروف وصاحب شركة هضيم للتمور يقول: (إن امرأة من بريدة كانت منذ عقد من الزمان تحت خط الفقر، حتى تخصصت في الأكلة الشعبية وإنتاجها (الحنيني) والذي هو من (البر والتمر) ثم أصبحت بحمد الله هذا العام امرأة تستثمر فائض دخلها في عقارات متعددة، ثم يقول: يعرفها نائب أمير المنطقة وغيرها كثيرات...ا.ه). وقال لي: لقد عرف عن أهالي منطقة القصيم بث ثقافة العمل منذ القدم، فلقد بشرنا الأمير الدكتور/ فيصل بن مشعل بن سعود آل سعود نائب أمير المنطقة في حفل مهرجان الكليجا أن نسبة الحاجة والفقر في منطقة القصيم تعد الأقل من بين مناطق المملكة، ويعود هذا إلى أن المحتاجين في المنطقة على حد سواء الكبير والصغير، والذكر والأنثى، لا يعدون العمل الشريف مهما صغر عيباً، بل يرونه عزة وشرفاً، ويرون العيب كل العيب في السؤال والمسألة والتسول، كما أن المنطقة تلعب دوراً علمياً واضحاً في بث إرث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي حث وحض على العمل والاكتساب، حينما أمر رجلاً أن يحتطب وألا يسأل الناس شيئاً ولقد طبق هذا المبدأ شخصه الكريم -عليه الصلاة والسلام- حين رعى الغنم لأهل مكة..إلخ. وحال المحتاجين والفقراء في منطقة القصيم كما قيل في المثل الصيني الشهير (لا تطعمني سمكة، ولكن علمني كيف أصطادها). إن بث ثقافة العمل لدى الشباب أمر في غاية الأهمية، ودائرة العمل أوسع من أن تكون في وظيفة حكومية أو خاصة، أو تحت مظلة جمعية خيرية. ولعل من فوائد تنمية ثقافة العمل لدى الإخوة والأخوات ما يأتي:- 1. انخفاض معدل الجريمة لدى الشباب التي أطلت علينا برأسها، وسببها الحاجة والفراغ. 2. إشغال الشباب والنساء، وملء فراغهم بالمفيد. 3. المحافظة على المرأة من الفراغ القاتل الذي هو البوابة الكبرى للشيطان وأعوانه وللنفس الأمارة بالسوء. 4. الحد من الطبقية بين أفراد المجتمع، تمشياً مع تعاليم الشريعة الإسلامية. 5. الحد من تعاطي المخدرات، وترويجها والذي سببه الحاجة والفراغ. 6. سد النقص الحاصل في بعض المنتجات المحلية. 7. الاستغناء عن بعض المنتجات المستوردة. أكرر شكري وتقديري للعاملي في جميع حقول التنمية في القصيم، وعلى رأسهم سمو الأمير ونائبه، والشكر موصول للغرفة التجارية الصناعية بالقصيم، ولسعادة أمين منطقة القصيم وللهيئة العليا للسياحة وغيرهم ممن ساهم في هذا المشروع.