ينتصر المسلمون إذا اتحدت كلمتهم واعتصموا بحبل الله جميعاً ولم يتفرقوا. ينتصر المسلمون إذا حققوا فيهم قول الله تعالى "إنما المؤمنون إخوة" حينما أشعر بإخوتك وأشعر بقربك مني وأشعر باتجاهي إليك واتجاهك إلي، لاشك أن هذا في الواقع من معاني الإخوة والقوة الفائقة. حينما يكون بيننا الاعتصام بالله (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا). وذكر الله سبحانه وتعالى أسباب الفشل وهو التنازع حيث هو سبب الفشل وسبب جوهري لأن تذهب ريح الأمة وقوتها وهيبتها أمام الأمم الأخرى، وفي الأمر نفسه، الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو واحد تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. هذه التوجيهات الربانية وهذه التوجيهات النبوية إذا تحققت بين المسلمين فلاشك أن تحققها يعطي قوة الكلمة واتحادها وبالتالي نصر هذه الأمة. إذا اعتصم المسلمون بالوحدة فيما بينهم فسيكون أمامهم من القوة ما يجعلهم أولاً ذوي قوة مهيبة لها اعتبارها وقيمتها، والأمر الثاني ما يجعل تعاونهم ميسراً فيما بينهم في جميع ما يتعلق بأمورهم، في أمنهم وتعاملهم وعباداتهم وفي اتجاهاتهم المختلفة. لاشك أن الوحدة أكبر سبب من أسباب قوة المسلمين واتحاد كلمتهم وانتصارهم. أعطى الله سبحانه المسلمين نعما كثيرة وخيرات ظاهرة وباطنة أولها وأهمها نعمة الإسلام، حين يستشعر المسلمون تعاليم الإسلام ويطبقونها على أنفسهم ويدعون أسباب التنازع كي لا تذهب ريحهم، ويتوادون ويتراحمون كالجسد الواحد، هنا سيأتي وعد الله سبحانه وتعالى بالنصر. ومن كان مع الله في طاعة أوامره كلها واجتناب نواهيه كلها لا غالب له. والله المستعان.