ناصر الصرامي - الجزيرة الحملة التي تقوم بها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف من أجل معالجة مسألة صخب وإزعاج مكبرات الصوت في الأحياء، وبشكل يؤدي إلى تداخل الأذان وتشويش المساجد على بعضها البعض، بسبب قرب المسافة وعلو الصوت المبالغ فيه، هي بلا شك خطوة عملية ومباشرة للتأكد من حسن استخدام مكبرات الصوت في المساجد. وهي معالجة شجاعة ومطلوبة لجانب ارتفاع مكبرات الصوت في بعض المساجد والجوامع، وزيادتها عن الحاجة في مختلف مناطق المملكة. حيث تقوم فرق رسمية من الوزارة بكشف المسافات، ورصد الأصوات العالية والمتداخلة للمساجد في مكة والرياض وأماكن أخرى في السعودية للوقوف على مكبرات الصوت القوية، التي أصبحت مصدر للإزعاج للأسف، بدلاً من أن تكون مصدراً للطمأنينة والراحة. حتى اليوم أزال مفتشو وزارة الشؤون الإسلامية مؤخراً 100 مكبر صوت من 45 مسجداً في مدينة الباحة لوحدها- لأنها عالية جداً وتشوش على مساجد أخرى. واكتشف المفتشون أن بعض المساجد لديها مكبرات صوت يسمع صوتها على بعد حوالي 5 كيلومترات. وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ قال إن (مكبرات الصوت في بعض المساجد والجوامع أصبحت متداخلة؛ لأن بعض الأئمة يرفع الصوت أكثر من الحاجة، ما يترتب عليه ألا يسمع حتى الذين في داخل المسجد أو خارجه صوت القرآن بوضوح، حتى في بعض البيوت، فلا يتبين أي حرف من حروف القرآن). والمرجو أن يلزم أئمة المساجد برفع الأذان فقط بواسطة مكبرات الصوت، وبعد ذلك يستخدمون المكبرات الداخلية خلال الصلاة للجماعة داخل المسجد. وهو أمر تسنده فتوى في هذا الشأن لسماحة الشيخ ابن عثيمين بإغلاق المكبرات الخارجية أثناء الصلاة، فتوى عمرها أكثر من عشر سنوات، لكن لم يستجب لها ورفضها البعض من الأئمة والدعاة المصرين على نقل أصواتهم إلى كل الحي، بل وصل الأمر إلى منافسة بين المساجد على استقطاب أكبر عدد من الجماعة داخل الحي الواحد مهما بلغ حجمه. رأي الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - في هذه المسألة، والتجربة السباقة التي أسس لها شرعياً وعملياً مهمة لناحية عدم الفائدة من مكبرات الصوت الخارجية، تجربة جديرة بالاستدعاء - ومن صلوا خلفه في جامعه بعنيزة بالقصيم يدركون ذلك، بل يروى لي زميل عنيزاوي- أن مساجد عنيزة عن بكرة أبيها تغلق مكبرات الصوت بعد رفع الأذان والإعلان للصلاة، وهي ظاهرة تتفرد بها المدينة بعد فتوى الشيخ حتى اليوم. حيث يمكن هنا الاستفادة من التجربة العنيزاوية. كما التوجيه باختصار نقل الدروس والمحاضرات والندوات المرخصة داخل المسجد فقط.