قال باحثون أمريكيون الاثنين 5/1/2009م إن هناك جينا منفردا يبدو أنه يلعب دورا حاسما في سرطانات الثدي المميتة إذ يزيد من احتمال انتشار السرطان ويجعله يقاوم العلاج الكيميائي، وتوصل الباحثون إلى أن المصابين بسرطان الثدي العدواني لديهم تغيرات جينية شاذة في جين يطلق عليه (ام تي دي اتش) وان العقاقير التي تعيق الجين ربما تمنع نمو أو انتشار الأورام وهو ما يزيد من فرص المرأة في النجاة. وقال مايكل ريس من معهد نيوجيرزي للسرطان في نيو برونسويك الذي تظهر دراسته في دورية (خلية السرطان) "لم يتم فقط التعرف على جين منتشر جديد وإنما هذا أيضا واحد من جينات قليلة مماثلة تم شرح أسلوبها المحدد في الحركة."، وأضاف في بيان "هذا يمنحنا فرصة حقيقية لتطوير عقار يعوق الانتشار." ويعد وقف انتشار السرطان أمرا مهما إذ بالرغم من أن أكثر من 98 بالمائة من المرضى بسرطان ثدي لم ينتشر يعيشون خمس سنوات أو أكثر و27 بالمائة فقط من المرضى الذين انتشر لديهم السرطان إلى أعضاء أخرى ينجون. واستخدم ريس ويبين كانج من جامعة برينستون عدة مداخل بحث مختلفة للتوصل إلى الجين الذي يساعد خلايا الورم على التشبث بالأوعية الدموية في الأعضاء البعيدة، ومن أجل جلبهم في المنطقة العامة الصحيحة استخدما قواعد بيانات ضخمة على الكمبيوتر عن أورام الثدي ووجدا أن قطعة صغيرة من الكروموسوم البشري 8 تكررت عدة مرات لدى مصابات بأورام عدوانية في الثدي، وبينما يحتوي مسلسل الحمض النووي على نسختين فقط من الجين وجد الباحثان أن بعض أورام الثدي يكون فيها ما يصل إلى ثماني نسخ من هذا الجين. ثم انتقل الباحثون إلى عينات لأورام ثدي مأخوذة من 250 مريضة وذلك للبحث عن الشذوذ الجيني ووجدوا أن جين (ام تي دي اتش) كان نشطا بإفراط أو ظاهرا في الأورام العدوانية. وقال كانج في مقابلة هاتفية "هذا الجين متواجد في كل واحدة من خلايانا." وأضاف "بطريقة ما يحصل الورم على نسخ إضافية ويضغطها بافراط، وأضاف "شاهدنا 30 إلى 40 بالمائة منها (الأورام) تضغط هذا الجين بإفراط." ثم حقن الباحثون فئران تجارب بخلايا سرطانية من مريضات لديهم هذا الشذوذ الجيني ووجدوا أن الفئران شكلت أوراما من المرجح بدرجة أكبر أن تنتشر، كما كان من المرجح بدرجة أكبر أن تقاوم العلاج التقليدي بعقاقير العلاج الكيميائي. لكن عندما غيروا هذه الأورام جينيا بمنع جين (ام تي دي اتش) أصبحت خلايا السرطان أقل قدرة على الانتشار وأكثر قابلية للعلاج الكيميائي، وقال كانج انه يأمل أن تؤدي هذه النتائج إلى عقاقير لا تمنع انتشار سرطان الثدي فحسب وإنما تجعله كذلك أكثر استجابة للعلاج. وقال كانج "إذا لدينا عقار يمنع هذا النوع من الجين.. سنضرب عصفورين بحجر واحد."، وأضاف إن جين (ام تي دي اتش) ربما يلعب كذلك دورا في أنواع أخرى من السرطان ومنها سرطان البروستاتا، وقال "من المرجح أن يكون جينا ذا تأثير واسع." وأبدى كانج اعتقاده بان سيكون ممكنا تطوير جسم مضاد لتحييد نشاط الجين. وقد جذب هذا اهتمام صانعي العقاقير، حيث يخطط كانج للاجتماع مع شركة جونسون اند جونسون الأسبوع المقبل، وقال "أنا متفائل إلى حد ما بأننا سنحاول تطوير عقار بأسرع ما يمكن."