بدأت السلطات اليمنية بتنفيذ قرار جديد يقضي بمنع دخول وخروج وشحن القات اليمني أو الإفريقي عبر الطائرات، وخاصة مطارات صنعاء، عدن، والمكلا. وأوضح مسؤولون في المطارات اليمنية ل (عناوين) أن القرار الجديد الذي يصدر لأول مرة في تاريخ اليمن عمم حديثا على المطارات كافة، كما ستتم معاقبة أي رجل أمن يتواطأ مع أي شخص لشحن القات. من جانبه قال ناجي السهمي نائب مدير عام مطار عدن الدولي ل (عناوين) "إن إدارة المطار منعت دخول كمية من القات الصومالي المهرب إلى عدن، خلال اليومين الماضيين، وتم إرجاع الكمية على متن الطائرة التي كانت تحمله مع إلزام الشركة الناقلة وهي شركة الطيران الإفريقية (أفريكان إكسبري) بالتعهد بعدم تكرار ذلك مستقبلاً، كما تم منع دخول حقيبتين كبيرتين من القات كان صاحبهما يحاول إدخالهما إلى عدن، وتم إعادتهما على متن الطائرة التي جاءت بهما،كما سبق أن منعت الأسبوع الماضي دخول كمية أخرى من القات كانت في طريقها إلى اليمن من إثيوبيا .وفي مطار صنعاء تم منع دخول أي شخص وهو يمضغ القات أو يحمله. الحكومة اليمنية اتخذت خلال الأعوام الماضية عدة إجراءات في محاولة منها للحد من زراعة وتعاطي نبتة القات وخاصة في المؤسسات العسكرية والأمنية وداخل المؤسسات الحكومية، وعملت على زيادة ساعات العمل لتفوت على المتعاطين فرصة شراءه أو الخروج قرب الثانية عشر ظهراً إلى الأسواق بحثاً عنه، لكن إلى الآن لم تجد هذه الإجراءات نفعاً في التقليل من تعاطي القات المنتشر بين اليمنيين على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية ومستوياتهم الثقافية ولا يزال القات يتم تناوله أثناء ساعات العمل وهو ما يلاحظ على العسكرين الميدانيين في أجهزة الأمن والمدنيين أثناء ساعات عملهم. وأنشئت بعض الجمعيات الأهلية لمحاربة القات، من أشهرها الجمعية الوطنية لمواجهة أضرار القات التي تأسست عام 1992، ولها فروع في بعض المحافظات، وتهتم بنشر الوعي بأضرار هذا النبات المخدر. كذلك أنشئت صحيفة غير دورية تحمل عنوان (يمن بلا قات) متخصصة في التوعية بأضراره الصحية والنفسية والاقتصادية. وكانت منظمة الصحة العالمية أدرجت القات عام 1973 ضمن قائمة المواد المخدرة، بعدما أثبتت أبحاث المنظمة التي استمرت 6 سنوات احتواء نبتة القات على مادتي (نوربسيدو فيدرين والكاثين) المشابهتين في تأثيرهما ل (الأمفيتامينات). وينتشر تعاطي القات على نطاق واسع في اليمن والصومال وجيبوتي وإريتريا وإثيوبيا وكينيا وتنزانيا وأوغندا وجنوب إفريقيا، وتزرع شجرة القات على المرتفعات الجبلية والهضاب البالغ ارتفاعها حوالي 800 م من سطح البحر، ويصل طول الشجرة أحياناً إلى ستة أقدام، وتعتبر من النباتات المعمرة دائمة الخضرة، وذات قدرة كبيرة على تحمل تقلبات الطقس. يشار إلى أن نقل القات عبر الطائرات يأتي استجابة لرغبات متناوليه في الحصول عليه طريا وهو ما يتحكم في أسعاره فضلا عن تغير أسعاره نتيجة اختلاف أنواعه.