صوتت سويسرا لصالح حظر بناء مآذن جديدة وذلك في نتيجة مفاجئة من شأنها أن تحرج حكومة الدولة المحايدة وقالت وزيرة العدل السويسرية انها ستضر بالصادرات والسياحة السويسرية. ونقلت وكالات الانباء عن وكالة أنباء (أيه تي اس) السويسرية الاثنين 30 /11/ 2009 ان ما يقرب من 57.5 % من الناخبين و22 من بين 26 كانتونا وافقوا على الاقتراح في استفتاء عام أجري في سويسرا أيده حزب الشعب السويسري اليميني. ورفضت كل من الحكومة والبرلمان السويسريين المبادرة باعتبارها انتهاكا للدستور السويسري ولحرية الديانات والتسامح الذي تتمسك به البلاد. وقالت الحكومة ان هذا الحظر قد "يخدم مصالح الدوائر المتطرفة". ولكن الحكومة قالت انها ستحترم قرار الشعب ولن يسمح بعد الآن ببناء مآذن جديدة. وقالت في بيان "بامكان المسلمين في سويسرا ممارسة دينهم منفردين أو في جماعات مع اخرين والعيش وفقا لمعتقداتهم تماما كما كان الحال من قبل ". ووصفت صحيفة سيدويتش زيتونج الالمانية اليومية النتيجة بأنها "كارثة" مشيرة الى ان سويسرا هي البلد الوحيد في اوروبا الذي يفرض مثل هذا الحظر وانه يمثل خرقا للدستور السويسري والمعاهدة الاوروبية لحقوق الانسان. واضافت الصحيفة في مقال افتتاحي اليوم الاثنين "لن يمر وقت طويل قبل ان يحيل المتضررون هذا الامر الى محكمة حقوق الانسان في ستراسبورج حيث تلوح في الافق ادانة محرجة". وقالت ايفيلين فيدمر شلمبف وزيرة العدل السويسرية ان نتيجة الاستفتاء تعكس الخوف مما يسمى الاصولية الاسلامية لكن الحظر "ليس وسيلة مجدية للتصدي للميول المتطرفة". وأضافت في مؤتمر صحفي في بيرن "اعتقد أن علاقاتنا التجارية مع دول أخرى ستصبح أكثر صعوبة... سنرى التبعات في قطاع التصدير وربما في مجال السياحة. وفي السنوات الاخيرة شهدنا نموا بالتحديد (في السياحة) من دول الخليج وساعدنا ذلك كثيرا وسوف نرى كيف يتطور هذا الامر". وتوجد في سويسرا أربعة مساجد فقط لها مآذن من بين ما يتراوح بين 130 و160 مسجدا. ورفع الاذان محظور في سويسرا. وقالت ميشلين كالمي ري وزيرة الخارجية السويسرية انها "مصدومة" و"اسفة للغاية" لنتيجة الاستفتاء التي يجب النظر اليها في ظل العولمة والازمة الاقتصادية. وقالت للصحفيين "لقد تم اللعب على المخاوف والقلق." وأضافت أن سفراء سويسرا في الدول الاسلامية سيعملون على توضيح أن التصويت نتيجة للديمقراطية السويسرية وأن سياستها الخارجية التي تشجع الحوار لن تتغير. وأعربت جماعات المسلمين في سويسرا عن امتعاضها.وقال فارهاد أفشار رئيس التنسيق بين المنظمات الاسلامية في سويسرا:"الاكثر ايلاما لنا ليس حظر المآذن وانما الرمز من وراء هذا الاستفتاء. المسلمون لا يشعرون أنهم مقبولون كجماعة دينية". وفي القاهرة قالت مؤسسة الحوار العالمي، التي تهدف الى تشجيع التفاهم بين العالم الغربي والاسلام ،ان المزيد من الجهد مطلوب لضمان قدرة المجتمعات المتنوعة على التكامل والتعايش السلمي جنبا الى جنب. وقال مفتي الديار المصرية علي جمعة واسقف لندن ريتشارد تشارتريس في بيان مشترك :"حري بهذه النتيجة أن تنبهنا الى حقيقة المخاوف المهملة.. و مشاعر القلق الكامنة التي تجاهلها صناع القرار على نحو غير كاف".