عاش سكان حي الجامعة جنوبجدة في اليوم الثاني للسيول التي خلفتها الأمطار الغزيرة التي هطلت على جدة الأربعاء 25/11/2009، كثيراً من القصص المأساوية، حيث لقي أطفال ونساء مصرعهم، كما هدمت السيول جسر الجامعة وسورالمدينة الجامعة من الجهتين الشرقية والغربية. وكانت المياه قد اقتحمت السكن الجامعي لأعضاء هيئة التدريس، وجرفت السيارات الموجودة أمام السكن. وبدت جثث الضحايا متناثرة في كل مكان، وقال شهود عيان إنهم رأوا جثه لفتاة في السادسة عشر تقريباً من عمرها، وجثة طفل آخر تطفوان فوق سطح الماء، فيما لقي أحد رجال الدفاع المدني مصرعه، وهو يحاول إنقاذ طفل، وهرع العشرات من المواطنين لتقديم النجدة لرجل الدفاع المدني وللطفل، لكن الموت كان أسرع منهم. من جانبها أعلن مستشفى الجامعة أن ثلاجة الموتى بها لا تحتمل أعداد الضحايا التي تصلها و تم رفع درجة الطوارئ بالمستشفى للدرجة القصوى. من جانبها استنفرت أمانة جدة كافة منسوبيها ومعداتها وعربات الشفط لتوزيعها على مناطق تجمع المياه، وتم تحديد مواقع تجمع مياه الأمطار في 12 شارعاً رئيساً ببلدية أبحر الفرعية، ومثلها في جدةالجديدة والعزيزية، والبلد والجنوب وأم السلم، و10 شوارع في بلدية بريمان، و6 شوارع رئيسة في بلدية الجامعة، فضلاً عن تجمعات المياه في أغلب الشوارع الفرعية والتي سيتم التعامل معها عقب الانتهاء من شفط تجمعات الشوارع الرئيسة. وكانت وحدة تصريف مياه الأمطار والسيول باشرت أعمالها باستخدام أكثر من 50 ناقلة و53 مضخة تابعة لإدارة الحدائق والتشجير والمرافق البلدية وأكثر من 150 ناقلة من السيارات التابعة للأهالي بالإضافة إلى المكانس وناقلات شركات النظافة، بالإضافة إلى ما يزيد على 900 عامل باشروا أعمالهم على جميع المناطق.