رحبت أوساط سنية في البحرين بقرار إيقاف بث قناة (العالم) الإيرانية الفضائية الناطقة باللغة العربية والموجهة للعرب من قبل إدارة القمرين الصناعيين (عرب سات) و(نايل سات) لأسباب أرجعت إلى تغطياتها الإعلامية المتحيزة لمصلحة الأطراف الشيعية المتمردة في عدد من الدول العربية، والتي قصدت الإساءة إلى البحرين في كثير من أخبارها وتغطياتها، حسب رأي بعض الأوساط السنية. وتناول عدد من المواقع الإلكترونية البحرينية السنية خبر وقف القناة بردود فعل فرحة، وخصوصا أن القناة وموقعها الإلكتروني على الإنترنت قد خصص كثيرا من الموضوعات الطائفية والتحريضية التي تسيء إلى البحرين وشعبها وقيادتها، والتي تخدم عملاء إيران. كما اتهمت القناة بالتدخل في الشؤون البحرينية الداخلية من خلال تغطياتها العنصرية، حيث إن البحث عن الموضوعات المتعلقة بالبحرين داخل أرشيف الموقع الإلكتروني للقناة هو أكبر دليل على أن جميع الموضوعات المنشورة مجندة من أجل التطاول والإساءة الى مملكة البحرين بشكل أو بآخر. وسجلت قوى سنية تحفظاتها على ما تطرحه القناة، وخصوصا منذ تجنيدها لمعارض بحريني شيعي وهو "سعيد الشهابي" والذي قضى حياته في خدمة أجندة النظام الفارسي الصفوي لتقديم أحد برامجها الحوارية الطائفية، والذي استضاف فيه عددا من الشخصيات البحرينية المعارضة لعرض الموضوعات المفبركة والكاذبة والتي تشوّه سمعة البحرين وتخدم مصالحهم الشخصية لمصلحة المطامع الإيرانية القديمة والمتجددة نحو مملكة البحرين. وبدت القناة وكأنها منبر رسمي للمعارضين البحرينيين الشيعة وخصوصا بعد تبنيها آخر أخبار وتحركات المعارضة البحرينية في لندن. وكشف رئيس مرصد البحرين لحقوق الإنسان حسن شفيعي "وهو معارض سابق" في أحد البرامج الحوارية الشهر الماضي أن سعيد الشهابي ?كان منذ بداية الثمانينيات وفي ?أواخر السبعينيات قد انخرط في ?مشاريع إيرانية، ?حين كان الإيرانيون ?يريدون أن ?يؤسسوا صحيفة ناطقة باللغة العربية وتأسست وهي "?مجلة العالم" الصادرة من لندن، ?فعينوا فيها سعيد الشهابي ?رئيساً ?للتحرير بتمويل إيراني وبترخيص من قبل وزارة الإعلام الإيرانية.?واستمرت المجلة وكانت تنتشر في ?العالم العربي، ?إلى بداية عام ?2000 ?بعدها أن أعاد الإيرانيون النظر في ?المجلة وخططوا لتحويلها إلى قناة فضائية، ?إذ ما عادت المجلة العربية المطبوعة تحقق الغرض بالنسبة لهم. وفي شهر مارس / آذار الماضي قال الكاتب ورجل الدين الشيعي البارز ضياء الموسوي في إحدى مقالاته الصحفية المنتقدة لأداء القناة، أن الشيعة المغرر بهم يستغلون من خلال دعاية قنوات إيران المعروفة من قناة العالم إلى غيرها والتي تخدم القيادات الإيرانية وتلعب على العقلية الشيعية بأن إيران هي "المخلص" و"الممهدة لدولة الإمام المهدي المنتظر". من جانبها، تجري ادارة قناة (العالم) اتصالاتها مع المسؤولين المعنيين في ادارة القمرين لمعرفة أسباب القيام بهذه الخطوة دون إبلاغها بذلك. وقال مسؤول بالقناة إن قرار وقف البث جاء بسبب توجيهات من "جهة عليا"، بينما قالت إدارة (نايل سات) إنها قطعت البث بسبب انتهاك لم يحدده للعقد. يُذكر أن الحكومة المصرية سبق أن طالبت بإغلاق مكتب قناة (العالم) الإخبارية في القاهرة في يوليو / تموز 2008. كما رفع المحامي الدكتور سمير صبري دعوى أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة المصري، لوقف بث قناة (العالم) الفضائية من القمر الصناعي المصري (نايل سات)، وإلغاء ترخيص بثها.