علمت (عناوين) أن وزارة العمل بدأت قبل أيام في النظر في الشكوى التي تقدم بها نائب رئيس تحرير صحيفة الشرق الصادرة من الدمام ضد إدارة الصحيفة يطالب فيها بصرف رواتبه لمدة ثلاثة أشهر متأخرة إضافة لمستحقات تكليفه رئيساً للتحرير مرتين دون مقابل، في حلقة جديدة من مسلسل تظلمات موظفي صحيفة الشرق من تعثر إدارة المؤسسة في أداء التزاماتها المالية، حيث سبق أن أقالت المؤسسة رئيس التحرير السابق جاسر الجاسر قبل شهر ونصف على خلفية مطالبته بحقوق الصحفيين ورواتبهم. وحدد مكتب عمل المنطقة الشرقية موعدا جديدا لنظر الدعوى المقدمة من إبراهيم الأفندي نائب رئيس التحرير وأحد مؤسسي الصحيفة ضد إدارتها. وكانت صحيفة الشرق قد تعرضت لأكثر من هزة مالية منذ صدورها عام 2011 تمثلت في عجز الإدارة عن دفع رواتب الموظفين في ظل عدم تسديد رأس مال الصحيفة كاملا وانطلاقها قبل استكمال إجراءاتها النظامية. وصارعت الصحيفة منذ انطلاقها لإثبات وجودها في سوق الصحافة السعودي، إلا أن عثراتها المالية وتراكم ديونها وتأخير مستحقات الموظفين أدت إلى تسرب الصحفيين، لتأتي استقالة رئيس التحرير المؤسس قينان الغامدي أواخر عام 2013 قاصمة ظهر الصحيفة، حيث عانى خلفه جاسر الجاسر عشرة أشهر لاحقة من عدم وفاء إدارة المؤسسة بالتزاماتها قبل أن تبادر المؤسسة بداية العام بإقالته بقرار داخلي نتيجة مطالباته المالية المستمرة بحقوق موظفيه وكلفت إدارة الصحيفة نائب رئيس التحرير سعيد معتوق العدواني برئاسة التحرير. ولم يثمر تدخل وزير الإعلام السعودي عبدالعزيز محيي الدين خوجة شخصيا لدفع مجلس إدارة الصحيفة باستكمال رأس المال و حل مشكلة تعثر رواتب الموظفين، حيث أعلنت الصحيفة في بيانات إعلامية بعد زيارة الوزير لمقرها أنه تم اعادة تشكيل مجلس إدارة الصحيفة مع دخول أعضاء جدد في الجمعية العمومية مع وعود تفاؤلية بضخ سيولة مالية لإطفاء ديون المؤسسة الممثلة في مستحقات المطابع وشركة التوزيع ومستحقات الموظفين السابقين والحاليين إضافة الى التأمينات الاجتماعية والصحية للموظفين. ودفعت زيادة الضغوط المالية وعدم إيفاء إدارة المؤسسة بالتزاماتها عددا من موظفي الصحيفة السعوديين إلى تقديم استقالاتهم ، في حين طلب عدد من الموظفين المقيمين إنهاء خدماتهم وتسفيرهم او نقل كفالتهم لصحف أخرى احتجاجا عى تأخير الرواتب، ليلحقوا بأبرز كتاب المقالات والرأي والمراسلين الدوليين، الذين استقطبتهم الصحيفة إبان صدورها والذين تسربوا اعتراضا على عدم اداء حقوقهم السابقة المتعثرة. ويعيش من تبقى من موظفي الصحيفة على تأخير رواتب يتراوح بين شهر وشهرين، في حين انتقل أغلب الصحفيين السعوديين من قيادات تحرير الصحيفة ومدراء المكاتب والمصورين والمراسلين الميدانيين الى صحف أخرى.
وسبق وأن أوضح مدير عام مؤسسة الشرقية للطباعة والإعلام والنشر،الزميل الاستاذ خالد بوعلي، خلال استضافته في نشرة الرابعة على قناة "العربية"، أن تأخر الرواتب لمدة بسيطة وليس كما يقال أنه لعدة شهور.
وأشار إلى أن هذا أمر طبيعي، خصوصاً أن الصحيفة تعتبر مشروعاً لا يزال في البدايات.
وأكد أن الصحيفة تعاني من مشكلة مالية بسيطة، وليست كبيرة مثلما تردد، وهذا بسبب إطلاقها ورأسمالها لم يكتمل، وهذا ما يسعى إليه مجلس الإدارة في استكمال رأس المال.
وشدد بوعلي على أن هناك خطوة، وهي دعوة مساهمين جدد إلى الاستثمار في الصحيفة وأن يكونوا أعضاء في الجمعية العمومية، ونجحوا في ذلك، إذ أصبحت أسماء كبيرة أعضاء في الجمعية، وهي شهيرة على مستوى السعودية.