أثار قرار هيئة البريد الأمريكية بإعادة إصدار طابع بريد عن الأعياد الإسلامية، هجوما حادا من عمدة مدينة أمريكية على الإسلام، داعيا إلى مقاطعة طابع البريد. وكانت هيئة البريد الأمريكية قد أعلنت أخيرا إعادة إصدار طابع بريد عن عيدَي الفطر والأضحى يحمل عبارة "عيد مبارك" باللغة العربية، كان قد تم إصداره في عام 2001، بسعر جديد يبلغ 44 سنتا، بسبب زيادة الأسعار.. لكن القرار الجديد أثار انتقاد جوني بايبر، عمدة مدينة كلاركسفيل بولاية تينيسي الأمريكية، الذي بعث الأسبوع الماضي برسالة عبر البريد الإلكتروني إلى عدد من المسئولين الأمريكيين، يدعو فيها مَن سمّاهم "الأمريكيين الوطنيين"، إلى الاحتجاج على إعادة إصدار الطابع، ومقاطعة شرائه.
وزعم بايبر في رسالته، أن الطابع تم إصداره في عهد إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، رغم صدوره للمرة الأولى في عام 2001، وإعادة إصداره في 2002 و2006 و2007 و2008.
ويحمّل بايبر في الرسالة المسلمين المسؤولية عن سلسلة من الهجمات التي تعرضت لها أهداف أمريكية مثل طائرة (بان أميركان) التي سقطت على اسكتلندا، واتهمت ليبيا بالتورط فيها، إضافة إلى عدد من الهجمات الأخرى، مثل تفجير مركز التجارة العالمي في 1993، وهجمات 11 سبتمبر/ايلول 2001، وغيرها.
وقال بايبر في الرسالة التي بعث بها إلى أعضاء مجلس المدينة وعديد من موظفي المدينة وأصدقائه: "إن استخدام هذا الطابع سيكون صفعة في وجه جميع الأمريكيين الذين ماتوا على أيدي هؤلاء الذين يكرمهم هذا الطابع".
وفي أول رد فعل على الخطاب المسيء للمسلمين، قال أحمد جودة رئيس المركز الإسلامي بمدينة كلاركسفيل، إن محتوى الخطاب يمثل "جهلا مروعا بحقيقة الإسلام والمسلمين".
وأشار جودة في تصريح لصحيفة "ذي ليف كرونيكل" المحلية، إلى أنه يعرف العمدة بشكل شخصي، معبرا عن استغرابه لقيام بايبر بإرسال هذا الخطاب.
كما أعلن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير"، إحدى أكبر المنظمات الإسلامية الأمريكية، أعلن أنه سيقدم نسخة مترجمة من القرآن الكريم للعمدة لتعريفه بالإسلام، وذلك ضمن حملته لتوزيع 100 ألف نسخة من القرآن على القيادات الأمريكية.
وقال إبراهيم هوبر، مدير الاتصالات في (كير)، في بيان تلقت وكالة أنباء (أميركا إن أرابيك) نسخة منه: "من الواضح أن العمدة بايبر لديه مفاهيم خاطئة عن الإسلام، من الأفضل أن تتم معالجتها من خلال الحوار والتثقيف".
وأضاف هوبر: "نحن نأمل أن يقبل العمدة وأعضاء مجلس المدينة نسخ القرآن بالروح التي يتم بها تقديم هذه النسخ، والموافقة على الالتقاء بمسئولين من المجتمع المسلم المحلي".
كما دعت (كير) إلى حملة اتصالات بالعمدة تستنكر قيامه بإرسال هذا الخطاب المسيء، وتحذر من إمكانية تسببه في نشر صور نمطية سلبية عن المسلمين بين الأمريكيين العاديين.