ما الجديد عندما تقول هيئة مكافحة الفساد إنها كلفت ممثلاً عنها لرصد ومتابعة ظاهرة الازدحام المروري على جسر الملك فهد الذي يربط السعودية بالبحرين، خصوصاً في أوقات الذروة، وخلال مواسم الإجازات؟ وما الجديد عندما تقول إنه تبين لها عدم توفير الأطقم البشرية اللازمة لتشغيل كل "كبائن" الجوازات، إذ كل كبينة من تلك الكبائن تعمل على الجانبين بشخص واحد بينما هي مخصصة لموظفين، إضافة إلى عدم انتظام تواجد الموظفين في الكبائن خلال أوقات العمل، ونقص الكوادر العاملة بإدارة الجوازات في الجسر التي تقوم بإنهاء إجراءات بعض المسافرين عندما يتطلب الأمر ذلك، الأمر الذي أدى إلى حدوث ازدحام للمسافرين، بسبب تأخر إجراءات سفرهم. وما الجديد عندما تقول الهيئة إنه اتضح لها قلة وجود سيارات المرور الميدانية والسرية التابعة لإدارة مرور المنطقة الشرقية لتنظيم دخول الشاحنات في الأوقات المحددة لها نظاماً على الطريق السريع لمحافظة الخبر باتجاه جسر الملك فهد، وقلة دوريات مرور جسر الملك فهد، التي تختص بتنظيم حركة السيارات على الجسر في المسارات المحددة لإنهاء إجراءات السفر؟ هذا الكلام وهذا الاكتشاف التي أعلنته الهيئة قبل يومين عبر وسائل الإعلام أمر معلوم منذ أكثر من عشر سنوات، ويحدث يوميا ويشكو الناس منه يوميا ولا يكاد يمر يوم دون أن يتم تناول هذا الموضوع إما في الصحف التقليدية والإلكترونية أو في القنوات الإذاعية أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي يعزز الشاكون والمتذمرون من تلك الزحمة أقوالهم بالصور وبمقاطع الفيديو من داخل الجسر. لكن السؤال: لماذا لا توجد استجابة من قبل الجوازات لكل هذه الشكاوى التي تجاوزت عقدا من الزمن؟ ولماذا يظل الوضع على ما هو عليه على الرغم من كثرة الشكاوى وكثرة اجتماعات اللجان وكثرة التصريحات التي تعد بحل المشكلة كحال هذا التصريح الوارد من هيئة مكافحة الفساد؟ والسؤال الثاني: لماذا لا تقع هذه الزحمة وهذه الفوضى جراء تكدس السيارات إلا في الجانب السعودي على الجسر؟ لماذا الأمور تسير بشكل انسيابي وسهل في الجانب البحريني، بينما تتعقد في الجانب السعودي إلى درجة أنه حين يحدث تأخير في إنهاء الإجراءات في الجانب البحريني فإنهم يعللون ذلك بسبب تكدس السيارات الواقع في الجانب السعودي. مؤلم أن تكون هناك ظاهرة بهذا الحجم تحدث يوميا ولسنوات طويلة على جسر الملك فهد، وتتسبب هذه الظاهرة في استفزاز الناس وضيقهم وتذمرهم إلى حد الدعاء على المتسببين فيها خاصة في فصل الصيف حينما تبقى الأسر مع أطفالها ونسائها في السيارات ثلاث وأربع ساعات، ومع ذلك لا يلتفت أحد لحل هذه المشكلة الواضح تماما مكمن العلة فيها. مشكلة الزحمة على الجسر مثلها مثل الكثير من المشاكل التي مللنا من الكتابة عنها، ومل الناس من الحديث عنها والشكوى منها دون أن يبادر مسؤول ما، أو جهة ما إلى وضع حل لها.