أظهرت النتائج الأولية للانتخابات التشريعية والبلدية التي جرت في موريتانيا، أمس، تنافساً كبيراً بين حزب الاتحاد الحاكم وحزب تواصل الإسلامي (إخوان موريتانيا)، فبينما استطاع حزب الاتحاد حسم بعض الدوائر لصالحه بفارق مريح، عانى في الكثير من الدوائر وواجه منافسة شرسة من قبل حزب تواصل الذي حارب بقوة في مقاطعات تعد معاقل تقليدية للحزب الحاكم. ووفقا لما ذكرته "العربية نت" ان على مستوى العاصمة نواكشوط، التي عرفت تنافساً حاداً بين الحزبين تشير نتائج التصويت إلى احتمال اللجوء إلى الدور الثاني، حيث ما زالت النتائج متضاربة بين المكاتب، فبينما تقدم حزب تواصل بفارق مريح في بلديات عرفات وتوجنين وتيارت، صعد حزب الاتحاد في مكاتب أخرى، وظهرت منافسة حزب التحالف الشعبي بقوة في بلديات الرياض والميناء، لكن النتائج لم تحسم لصالحه، مما يؤكد احتمال الذهاب إلى دور ثانٍ في أغلب مقاطعات العاصمة. وفي العاصمة الاقتصادية نواذيبو، لم يستطع حزب تواصل تحقيق تقدم كبير والاستفادة من مقاطعة أحزاب المعارضة التي كان لها ثقل كبير في نواذيبو نواكشوط. ومع استمرار فرز الأصوات في مقاطعات الشرق والجنوب، أكدت النتائج الأولية تقدم حزب الاتحاد في بعض الدوائر التي تعد معقلاً له رغم منافسة أحزاب مغمورة كحزب الحراك الشبابي، وفي الجنوب يشتد التنافس بين حزب الوئام والحزب الحاكم. وفي انتظار أن تعلن اللجنة المستقلة للانتخابات عن النتائج النهائية لعملية التصويت، تؤكد النتائج الأولية أن هذه الانتخابات قلبت القاعدة، بينما حضر الحزب الحاكم بقوة في المدن الكبيرة التي لطالما كانت معقلاً للمعارضة، أثبتت الأحزاب المنافسة له، كتواصل الإسلامي (إخوان موريتانيا) والتحالف الشعبي، وجودها في مناطق الجنوب والشرق التي كانت الأفضلية الانتخابية فيها دائماً للحزب الحاكم. وعزا المراقبون تراجع حزب الاتحاد الحاكم في الولاياتالشرقية إلى "تصويت انتقامي" بسبب الترشيحات التي لم تُرض القبائل المعروفة في المنطقة. وأظهرت نتائج تصويت القوات المسلحة أنها صوتت بحرية ومن دون ضغوط، حيث حصل حزبا "تواصل" و"التحالف" على نصيب كبير منها. شفافية وانسيابية الاقتراع إلى ذلك، أجمعت البعثات الدولية والوطنية المشاركة في رقابة الانتخابات على شفافية اقتراع وانسيابية العملية الانتخابية، وثمن المراقبون مستوى التعاطي الإيجابي للمواطنين الموريتانيين مع العملية الانتخابية وإرادة السلطات المنظمة لها في خلق الجو الملائم لإنجاحها. وقال السفير حبيب كعباشي، رئيس بعثة منظمة التعاون الإسلامي لمراقبة الانتخابات، إنه يتواجد اليوم للمرة الثانية في موريتانيا في إطار مراقبة الانتخابات، مما مكنه من ملاحظة التطور الحاصل في تسيير العملية ورصد مستوى التعاطي الإيجابي للسلطات معها. وأضاف أن البعثة تجولت في أكثر من 30 مكتباً انتخابياً ولاحظت مدى اهتمام المواطن الموريتاني بأداء واجبه الانتخابي وإصراره على اختيار ممثليه في البرلمان والمجالس المحلية، خاصة النساء اللواتي جلسن في طوابير طويلة في انتظار أداء واجبهن الانتخابي كدليل على اهتمامهن المتزايد بالشأن العام. وقال إن عملية التصويت ميزها الانضباط في جانب الناخبين وعلى مستوى الطاقم المشرف على المكاتب، ومع ذلك سجلت ملاحظات لا تؤثر في مجرى العملية الانتخابية، من أبرزها خلط بعض المصوتين للأوراق الأربع في صندوق واحد، وحصول الارتباك لدى البعض أثناء أداء الواجب الانتخابي، مما عرقل الانسيابية في بعض الأحيان. ونبه إلى أن تعاطي الموريتانيين مع هذا الشكل من الاقتراعات متعدد البطاقات أبان عن نضج كبير قد لا يتوافر للكثير من الشعوب، لا سيما أن العملية تمثل أربع عمليات في وقت واحد، على حد تعبيره.