رد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، سعد الحريري، على المواقف الأخيرة لأمين عام حزب الله، حسن نصرالله، قائلا إن ما أدلى به "أضغاث أحلام" لا يمت للواقع بصلة، كما ندد ب"تحامل" نصرالله على السعودية ودورها، قائلا إن إصرار حزب الله على القتال في سوريا هو ما عرقل تشكيل الحكومة وليس موقف الرياض. وقال الحريري، في رد منه على مواقف نصرالله التي أدلى بها بمناسبة مراسم عاشوراء ليل الأربعاء، إن ما جاء على لسان نصرالله "أضغاث احلام ولا تمت الى الواقع والحقيقة بأي صلة، بل هي مجرد أفكار مركبة ومتوهمة، هدفها التغطية على السبب الجوهري الذي يعطل تشكيل الحكومة، ويجعل من الدولة رهينة لسياسات خاطئة." واتهم الحريري نصرالله برمي محاولات تعطيل تشكيل الحكومة على عاتق السعودية مضيفا أن القيادي الشيعي "يتوهم" أن المملكة طلبت من تحالف "14 آذار" الذي يقوده الحريري بتأخير تشكيل الحكومة في انتظار تغيير الوضع في سوريا أو تطور مفاوضات الملف النووي الإيراني، باعتبار أنها "قد تنتهي إلى التخلص من حزب الله." وتابع الحريري بالقول إن نصرالله "إما أن يكون أسيرا لحلقة من الأوهام والمعلومات المركبة، أو هو يحب أن يمارس إطلاق الغبار السياسي وتعمية الرأي العام اللبناني عن السبب الجوهري الذي كررناه واعدناه واعلناه عشرات المرات، بأننا لن نكون شركاء لحزب الله في حكومة تغطي مشاركته في القتال ضد الشعب السوري." وأضاف الحريري أن نصرالله لم يتطرق إلى ذلك الأمر واعتبر أن على القوى السياسية أن تذهب إلى حكومة "تعترف له بحق إرسال مسلحيه الى سوريا والقتال الى جانب (الرئيس السوري) بشار الأسد" مشددا على أن تياره السياسي يرفض أن يكون شريكا "في أي عملية سياسية، تعطي حزب الله صك براءة لمشاركته في الحرب السورية، وانتهاكه الصارخ لسيادة الدولة وقرارها، حتى ولو تمكن مع ايران في اعادة تتويج بشار الأسد رئيساً أبديا فوق جماجم الشعب السوري" على حد تعبيره. وختم الحريري الذي يعيش منذ أشهر متنقلا بين فرنسا والسعودية، بأن القضية بالنسبة لتياره "لبناية بامتياز، ولا علاقة لها بالمجريات الميدانية في سوريا أو بخرافة المفاوضات الإيرانية الأميركية" مضيفا: "هناك حزب فاتح دولة على حسابه يتخذ فيها قرارات الحرب والسلم، ونحن لن نقر له بهذه الدولة."