كشفت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "FAO" أن إهدار كميات مذهلة من الغذاء مقدارها 1.3 مليار طن سنوياً ليس سبباً لخسائر اقتصادية هائلة فحسب، بل يلحق أيضاً ضرراً جسيما بالموارد الطبيعية التي تعتمد البشرية عليها لسدّ احتياجاتها الغذائية . جاء ذلك في تقرير أصدرته المنظمة الاثنين 10 ذو القعدة 1434 ه الموافق 16 سبتمبر 2013، وحمل عنوان " بصمة الفاقد الغذائي : الآثار على الموارد الطبيعية " ، وأتى بمثابة الدراسة الأولى التي تنصبّ على تحليل عواقب الخسائر الغذائية العالمية من المنظور البيئي ، وذلك بالنظر تحديداً في النتائج على صعيد المناخ والمياه واستخدامات الأراضي والتنوع الحيوي . وأفاد التقرير أن الغذاء المنتج وغير المستهلك كل عام يستهلك مياهاً تضاهي كميتها التدفّق السنوي لنهر الفولغا في روسيا، ويضيف نحو 3.3 مليار طن من غازات الاحتباس الحراري إلى أجواء الكوكب. وعلاوة على التأثيرات البيئية للفاقد الغذائي أفاد التقرير أن النتائج الاقتصادية المباشرة في حالة الأطراف المسؤولة عن خسائر الغذاء (باستثناء الأسماك والأطعمة البحرية) تفوقا ما يقارب 750 دولار مليار سنوياً . وقال المدير العام للمنظمة جوزيه غرازيانو دا سيلفا : "إن المتعين علينا جميعاً من مزارعين، وصيادي أسماك، وجهات معالجة الغذاء ، وأسواق السوبر ماركت وحكومات ومستهلكين أفراد ، أن نطبق التغييرات اللازمة في كل حلقة ربط على امتداد السلسلة الغذائية البشرية للحيلولة دون وقوع خسائر غذائية في المقام الأول ، وإعادة استخدام الغذاء متى أمكن ذلك أو إعادة تدويره". وأكد غرازيانو دا سيلفا ، أنه لا يمكن ببساطة السماح لثلث مجموع الغذاء المنتج في العالم أن يؤول إلى الهدر بسبب الممارسات غير الملائمة، بينما يبقى هنالك 870 مليون شخص يتضورون جوعاً كل يوم