نشبت "هوشة" كلامية حادة بين القاضي وعضو مجلس الشوري الدكتور عيسى الغيث والكاتبة ريم آل عاطف على خلفية هجوم الأول على جماعة الإخوان المسلمين وتحميلهم مسؤولية ما حدث فى ميدان رابعة العدوية بالقاهرة حيث قامت السلطات المصرية بفض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي ما تسبب فى مقتل وإصابة الآلاف. وكتبت ريم آل عاطف تغريدة اطلعت عليها (عناوين) الخميس 22 أغسطس 2013 على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي العالمي (تويتر) خاطبت فيها الغيث قائلة :"رسالتي إلى عيسى الغيث : لا بارك الله في منصبٍ ولا فقهٍ ولا وسطيةٍ لا تقود لحقّ !" ، وهو الأمر الذى رد عليه الغيث قائلا فى تغريدة له :"رسالتي إلى ابنتي ريم آل عاطف: لا بارك الله في غيرة لا تقود إلى صدق وقلم لا يقود إلى حق، فكلامك عني كذب وتضليل، والله يهديك"، فما كان من ريم آل العاطق إلا أن ردت :"أنت أول من يعلم أني لم أكذب إطلاقا! وكتاباتك وحسابك يشهد أنك لم تستنكر خروج عسكر مصر وسفكهم الدماء،بل لم تحايد،إنما أيدتهم بقوة". وكان الشيخ الغيث قد شن هجوما واسعا على إخوان مصر ، محملا إياهم مسؤولية سفك الدماء . كما هاجم بشدة إخوان السعودية قائلا :"لقد ثبت للجميع خلال هذه الأيام أن الإخوانيين والسروريين السعوديين طابور خامس ضد المصلحة العامة للبلاد والعباد" ، مضيفا :" أشغلنا الإخوانيون والسروريون بقضية مصر عن قضية سوريا، فاستغل المجرمون الفرصة، وقاموا بجريمتهم ضد أهلنا وأولادنا"، فى إشارة إلى مذبحة الغوطة التى ضربها الرئيس السوري بشار الأسد بالكيماوي. وتساءل الغيث :"كيف لي أن أثق بإخواني سعودي وهو "يهاجم" وطنه ومواطنيه، وفي نفس الوقت "يدافع" عن جماعته بالباطل ويبرر لمرسي علاقته بأمريكا ومغازلته لإسرائيل". وتابع :"حينما يخالف أجندتهم أحد فإنهم يفجرون في خصومته ويشتمونه ويشمتونه بلا عدل ولا رحمة، والآن يحرمون على غيرهم حتى مجرد التعبير ويتهمونه بالنفاق" ، مردفا :" تزعم أنها جماعات إسلامية، وما هي إلا عصابات لا تمت للدين وشريعته الغراء بأي صلة، وإنما يريدون التسلط على الناس وفرض أجندتهم، وحتى تناقضاتهم ،هم مقدَّسون عند أتباعهم المدرعمين فلا يجوز نقدهم ولا مخالفتهم، وأما غيرهم فيجوز شتمه وقذفه ورميه بالكفر والنفاق والتغريب ولو كان أدْين منهم. ورأى الغيث أن "الكثير من العلماء والمثقفين في السعودية يعارضون الإخوانيين والسروريين ولكنهم صامتون خوفاً من فجورهم في الخصومة وكذبهم وغدرهم، ولكني لن أصمت". وكانت ريم آل عاطف كتبت رسالة شديدة اللهجة تحت عنوان :"رسالتي إلى عيسى الغيث : لا بارك الله في منصبٍ ولا فقهٍ ولا وسطيةٍ لا تقود" ، هذا نصها : "انتهت قصة مراهقة صقور الإخوان وعقبال الباقين في الخليج" " اليوم يحصدون ما زرعوه من جحود وخيانة وفجور " عباراتُ تشفّي وتجنّي وكراهية زخر بها حساب الغيث ليوم أمس ! عيسى الغيث صاحب حملة مكافحة الشتم , وإحياء الأخلاق المحمدية .. أتذكرون كم جعجع حول المحبة والإخاء والرحمة والتسامح والرقي في الحوار والإنصاف عند الاختلاف ...؟ اليوم تطفح لغته بألوان الإجحاف والغل وسواد الانتقام ! الغيث أيّد الانقلاب على الشرعية في مصر , وصفّق للعسكر والفلول , وطفق يدوّر تغريدات رئيس الحكومة الانقلابية والأخبار الملفقة من صحف وقنوات الإعلام الخائن العميل . لم تهزّ ضميره مشاهد قتل المصريين وحرقهم ولا حرق بيوت الله وانتهاك حرماتها , ولا آلة الاعتقالات والعنف فحقده على الإخوان أعماه عن عدة حقائق : أولا : أن أولئك الذين احتشدوا في الميادين يعارضون الانقلاب إنما هم أصحاب حق يطالبون باسترداد ما لهم , والخائن المعتدي الحقيقي هو من خرج على الحاكم الشرعي وأجهض أحلامهم ومكتسبات ثورتهم . ثانيا : من انتفض في مصر ليسوا الإخوان وحدهم بل كل الشرفاء الأحرار الذين تضرروا من سحق كرامتهم وتهميش أصواتهم وتسليم بلدهم للنظام السابق من جديد , وعلى هذا فالشهداء وضحايا التعسف والوحشية كانوا من مختلف التوجهات ومنهم الكثير من شباب ثورة يناير .. ثالثا : لا يفرح ويتشفى بضحايا مجازر السيسي إلا من نُزعت الإنسانية من قلبه فضلا عن الحديث عن أخوة الدين أو نصرة المظلوم ويشهد الله وحده لو أن تلك المذابح نزلت بأي جماعة من المسالمين الأبرياء أصحاب الحقوق أيا كان معتقدهم وعِرقهم وقناعاتهم لأنكرناها ووقفنا ضدها , فكيف والقتلى والجرحى والأسرى مسلمون احتضنت رابعة صيامهم وقيامهم وتلاواتهم للقرآن طيلة رمضان وما قبله؟! وعجبًا لهؤلاء الإخوان الإرهابيين الذي صوّرهم الغيث وكل من يحمل فكره , صوروهم كميليشيات إجرامية وتنظيم إرهابي عالمي خطير و... و... ! ثم رأيناهم يحكمون مصر عاما فما أراقوا دمًا وما أبادوا أو استأسدوا على أحد رغم ماكان يجري ضدهم من مظاهرات وحملات تشويه وحرق مقرات وغير ذلك .. ثم رأيناهم الآن يتم إسقاط حكومتهم الشرعية ويتم التنكيل بهم وبمؤيديهم ويُقتلون ويُقتل أطفالهم ونسائهم ويُعتقل قياداتهم , بل ويعتقل زعيمهم , كل ذلك ومازالوا مسالمين صابرين ثابتين ! أي تنظيم إرهابي هذا ؟ أين مخازن أسلحتهم وعصاباتهم التي تحدث الانقلابيون عنها كيف لم يستخدموها على الأقل للدفاع عن أنفسهم يوم كان السيسي وبلطجيته يقنصونهم ويشعلون النيران فيهم؟! القضية هنا ليست الإخوان , بل مصر التي اُختطفت من أحضان أمّتنا لتعود للقيد والضعف , مصر التي كادت أن تتنفس هواء الحرية والكرامة والعدل والأنفة فأعادوها لحكم الاستبداد والفساد . وكم استوقفني أن الغيث بالأمس وصف بعض المحتسبين الذين يحملون مطالبنا لولاة الأمر أنهم خوارج وأهل فتنة لمجرد حرصهم على لقاء الملك , واليوم لايرى بأسا فيما صنعه السيسي والخونة من خروج وانقلاب حقيقي على رئيس شرعي انتخبه شعبه ! بل الأسوأ من ذلك أن يؤيده !! وكم يحزُّ بالنفس أن تجد د.عيسى الغيث ممن لان وتلطّف , وتقارب وتودد للشيعة والمبتدعة وأهل العلمنة والمتلبرلين , لكنه كان نقيض ذلك مع إخوته من المصلحين والمحتسبين في مجتمعنا , بل و أهل الحق في مصر وغيرها !. وإلا فكيف يفرح بذبح أهلنا هناك , ثم يتمناه لإخوته في الخليج ؟! ياشيخنا الكريم : قد لا نحبكم أنت ومن معك من كتبة الصحف الذين ضايقونا في ديننا وقيمنا , ولكنّا لا نتمنى لكم إلا مانتمنى لأنفسنا من الهداية والصلاح , وحاشا لله أن نرجو لكم حرقا أو قتلا أو اعتقالا كما فرحتم به لإخوان مصر أو تمنيتموه لمن ناصر حقوقهم وأيد شرعيتهم ! أخيرا : أتأمل ما ذكرته عن نفسك في مواقع التواصل و وسائل الإعلام , من أستاذيتك في الفقه المقارن وعضويتك للشورى ورئاستك لمركز الوسطية للبحوث , وأقول لابارك الله في منصبٍ ولا فقهٍ ولا وسطيةٍ لا تقود المرء لإدراك الحق والصدع به ونصرة المظلوم ".