قال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين فى مصر الدكتور محمد بديع إن بعض الناس تلهيهم المناصب والأموال والقوة المادية عن حقيقتهم وأنهم عبيد لله رب العالمين، فيظنون أنهم آلهة أو أسياد للبشر فيطغون ويظلمون ويستبدون ويحاولون تحويل الناس الذين خلقهم الله أحراراً إلي عبيد لهم. وأضاف فى رسالته الإسبوعية الجمعة 16 أغسطس 2013 :"أقول هذا وقلبي يتفطر أسى من الجرائم البشعة التى ارتكبتها قوات الانقلابيين من الجيش والشرطة الأربعاء 14-8-2013 وهم يفضون اعتصامى رابعه العدوية وميدان النهضة السلميين الذين مضى عليهما خمسون يوماً في سلمية كاملة، وهم يعبرون عن رأيهم ويتمسكون بالشرعية الدستورية ومسار الديمقراطية ويطالبون بعودة الرئيس المنتخب والدستور المستفتى عليه ومجلس الشورى المنتخب، ويرفضون الانقلاب العسكري الذي أسفر عن وجهه الدموي فقتل500 شهيد في مجزرتي الحرس الجمهوري والمنصة وجرح حوالى 6000 مواطن واعتقل 2000 مواطن في ثلاثة أسابيع ، مردفا : "ويبدو أنه لم يشبع من الدم، فقام بالأمس بمجزرة جديدة فاقت كل ما قام به المتوحشون في التاريخ هولاكو ونيرون، والمصيبة الكبرى أن قوات الانقلابيين والشرطة دورهما الوطنى حماية الوطن والمواطنين من كل عدوان يقع عليهما، فإذا بهما يعتديان على قطاع كبير من الشعب عدواناً أبشع من كل ما تعرض له الشعب المصري من عدوان على يد أعدى أعدائه، إنها جريمة تدخل في عداد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، فلقد تم قتل ما يزيد على ألفى مواطن خلال نصف يوم وإصابة عشرة آلاف آخرين إضافة إلى آلاف المعتقلين" . وأكد بديع أن نظام مبارك قتل أقل من ألف مواطن في ثمانية عشر يوما، وهؤلاء يقتلون ألفى مواطن في نصف يوم، ثم إن عملية القتل كانت من أبشع عمليات القتل، لقد تم إحراق المعتصمين أحياء بحرق الخيام وهم داخلها إضافة إلى القنص بالأسلحة المتطورة واستخدام الجرافات في تجميع الجثث والأحياء ثم إشعال النار فيها، واقتحام المستشفيات والإجهاز على المصابين الذين يتلقون العلاج فيها، ثم إشعال النار في المستشفى لحرق الجثث لدرجة التفحم، وإشعال النار في مسجد رابعة العدوية . وتابع :"فعل ذلك الانقلابيون وهم يتلذذون بعذاب الناس وقتلهم في مشاعر لا إنسانية، بل في توحش لا مثيل له.إن هؤلاء الذين نسوا الله وخانوا أمانتهم وانقلبوا على قائدهم وادعوا أن ما يفعلونه إنما هو حنو على الشعب المصري، وخوف عليه من الانقسام، فإذا كان هذا هو الحنو فكيف تكون القسوة إذاً؟ وإذا كان هذا هو حماية الشعب من الانقسام فكيف يكون تمزيق النسيج الوطني؟ والتهديد بالحرب الأهلية؟". وشدد مرشد الإخوان على أن حقيقة الأمر التى غفل عنها البعض وانحاز بل وحرص على الانقلاب العسكري أنه ليس استبعاد لحكم الرئيس مرسي ولكنه سيطرة للعسكريين على السلطة وإقحام الجيش في السياسة وإقامة دولة عسكرية ديكتاتورية بوليسية، والإطاحة بالحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان وتداول السلطة، فهل هذا ما كانوا يريدون ؟". وأضاف :"إن التفويض المزعوم تجلت نتيجته في مذابح المنصة ورابعة العدوية والنهضة وسائر محافظات الجمهورية، فهل هذا ما كانوا يريدون؟ إن المظاهرات التى لا تتوقف في كل محافظات الجمهورية تقطع بأن هذا الشعب المصري الذي ذاق طعم الحرية ودفع الشهداء ثمناً لها في ثورة 25 يناير 2011م لن يفرط فيها مهما كان الثمن، وأنه لن يقبل أن يدخل إلي حظيرة حكم العسكر من جديد، والحمد لله أن هذا الشعب الأبي المتمسك بحقوقه يمارس المقاومة السلمية رغم ضراوة ووحشية الانقلابيين لأنه يؤمن كل الإيمان أن قوته في سلميته، وسيظل هكذا حتى يزول الانقلاب". واختتم بديع رسالته بالقول :"إن الله سبحانه وتعالى بالمرصاد ولا يرضيه قتل النفوس ولا العدوان على الأحرار والحرائر ولا التمثيل بجثث الشهداء ولا الإجهاز على الجرحى ولا حرق المساجد ولا المصاحف والمستشفيات، وإنه إن أمهل فإنه لا يهمل وسوف نرى سوط عذابه على هؤلاء القتلة المجرمين قريباً بإذن الله، وما ينتظرهم في الآخرة أشد وأنكى بإذن الله".