أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن تبرع المملكة بمبلغ مائة مليون دولار لدعم المركز الدولي لمكافحة الإرهاب وتفعيله تحت مظلة الأممالمتحدة، مناشداً كل الأمم الأخرى المشاركة بدعمه للقضاء على قوى الحقد والتطرف، مبينا أنه واجب حتمي على كل من يرى في الإرهاب معول هدم يهدد أمننا وسلمنا العالمي. جاء ذلك في كلمة وجهها الملك عبدالله لمواطني بلاده بمناسبة عيد الفطر، مهنئا إياهم به، ومحذرا من تداعيات الإرهاب الفكري الذي أباح بنظرياته الحزبية، ومطامعه السياسية بشتى ذرائع التأويل والتدليس على الناس من خلال توجيه نصوص الشرع والتطفيف فيها وفق مرادهم، مبينا أن دعاته كانوا أداة الإرهاب، ومعول فساده، لمحاولة هدم قيم الإسلام. وقال الملك: "انتحلوا الإصلاح فكذبوا، واختطفوا عقول السذج فضلوا وأضلوا، غير متقين الله في ضلال شعاراتهم، ولا مبالين بتبعات أقوالهم وأفعالهم ". وطالب الملك عبدالله بالوقوف وقفة حازمة مع النفس أولاً لإصلاح شأن الأمة الذي يبدأ من إصلاح الذات والاتفاق على كلمة سواء، ركيزتها كتاب الله وسنة رسوله الكريم، داعيا إلى والتصدي بكل عزم وحزم لدعاة الفتنة والضلال والانحراف الذين يسعون لتشويه سمعة الإسلام الذي احتوى القلوب وحضن البشرية. وتابع الملك عبدالله: "علينا أن ندرك بأن خطر الإرهاب لن يتلاشى أو يزول في زمن محدد، لذلك فحربنا ضده ربما تطول وتتوسع، وقد يزداد شراسة وعنفاً كلما ضاق الخناق عليه، لكننا على ثقة تامة بالمولى جل وعلا بأنه ناصر الحق على الباطل لا محالة، ديناً ندين الله به ويقيننا بأنه سيندحر بعون الله كل مخادع خائن لدينه وأمته وإنسانيته".