يُعتبر الماء من العناصر الأساسيّة لحياة الإنسان، ومن دونه لا إمكانيّة للعيش، وهو يشكّل والهواء العنصرين الأساسيّين للحياة، لكن بالرغم من ذلك فإنّ الإنسان اليافع يستطيع أن يعيش من دون الماء قرابة عشرة أيّام، أمّا الطفل فيمكن أن يعيش ما يصل إلى خمسة أيام. لكن في المقابل، يمكن البقاء على قيد الحياة لأسابيع عدّة دون طعام. وتشكّل المياه ما نسبته 75 إلى 85? تقريباً من إجمالي وزن الجسم عند الولادة، لكنّ هذه النسبة تتضاءل بشكل ملحوظ مع التقدّم في العمر بسبب تقلّص وزن ونسبة العضلات. فعند البالغين ذوي الوزن الطبيعي يشكّل الماء 60 إلى 70? من إجمالي وزن الجسم، أمّا عند البالغين الذين يعانون من السمنة المفرطة فيشكّل الماء 45 إلى 55? من إجمالي وزن الجسم. وتقول اختصاصيّة التغذية كريستال إميل بشي: «للماء فوائد ووظائف عدة، منها أنه يساعد على الهضم والامتصاص والإفراز والإفراغ، ويدخل في تراكيب اللمف والدم والأنزيمات والهورمونات، ويلعب دوراً رئيسياً في هيكليّة ووظيفة الدورة الدمويّة. كما يعتبر الماء العنصر الرئيسي للعديد من التفاعلات الكيميائية والأيضية، حيث يعمل على توازن السوائل في الجسم من خلال الجهاز البولي، كما يحافظ على ثبات السوائل داخل وخارج خلايا الجسم، ويعمل كوسيط لنقل المواد الغذائية للجسم. كما يجعل الماء الأملاح متاحة لاستعمالها من خلال الخلايا. وكذلك ينظّم درجة حرارة الجسم من خلال التعرّق والتبخّر سواء من الجلد أو من الرئتين، ويمنح الجسم الرطوبة الكافية ممّا يُكسب الجلد الليونة ويجدّد حيويّة خلايا الجسم، ويعمل أيضاً على تخليص الدم من السموم والرواسب. كما يعوّض الماء ما يفقده الجسم من السوائل التي تخرج في البول والعرق والبراز ورطوبة الزفير وينشّط وظائف الكلى». وتأتي أهميّة شرب الماء بحسب الأطباء وخبراء التغذية للمحافظة على هذه الوظائف الأساسيّة للجسم، حيث إن الإقلال من شرب الماء يؤدّي إلى الجفاف، والتعب وقلّة النشاط وفقدان القدرة على ضبط حرارة الجسم، وفقدان التوازن والإمساك وحصى الكلى وجفاف العين والفم والجلد. وتضيف بشي، أن ليس للجسم أي احتياط لتخزين الماء، وبالتالي فإنّ كميّة المياه المفقودة من الجسم يجب أن يتمّ استبدالها كلّ 24 ساعة للحفاظ على صحّة وكفاءة الجسم. ويمكن تأمين احتياج الجسم من الماء من ثلاثة مصادر رئيسية، إمّا الماء بشكل منفرد، أو من مختلف أنواع المشروبات كالشاي واليانسون والعصائر والحليب واللبن... أو من الطعام وأهمّها الفواكه والخضراوات. وتضيف بشي، أنّ كميّة الماء الموصى بها للبالغين هي ميللتر واحد من الماء لكلّ وحدة حراريّة، وميللتر ونصف من الماء لكلّ وحدة حراريّة عند الأطفال، أي ما يقارب ال 35 مل/ كجم من وزن الجسم عند البالغين، من 50 إلى 60 مل/ كجم عند الأطفال، و150 مل/ كجم عند الرضّع. ويزداد احتياج جسم المرأة المرضع للماء بما يعادل ال 600 إلى 700 مل إضافيّة في اليوم وذلك بسبب كميّة الماء الكبيرة المطلوبة لإنتاج الحليب. ولكنّ الإكثار من شرب الماء «أي ما يفوق الكميّة الموصى بها بأكثر من عشرة أضعاف»، قد يؤدّي في حالات نادرة إلى التسمّم بالماء إذا لم يُعالج المريض فوراً. يحدث التسمّم بالماء عندما تفوق كمية الماء المتناولة قدرة الجسم على التخلّص منه. فزيادة كمية السوائل داخل الخلايا، وخاصة خلايا الدماغ، قد تتسبّب في تضخّمها، ممّا يؤدّي إلى الصداع والغثيان، والعمى، والتقيؤ، وارتعاش العضلات والتشنّجات.