الماء هو المادة الأكثر شيوعاً على الأرض حيث يغطي أكثر من 70٪ من سطح الأرض، فيملؤ المحيطات والأنهار والبحيرات ويوجد في باطن الأرض وفي الهواء الذي نتنفسه وفي الحيوانات والخضر والفواكه وفي كل مكان، ولا حياة بدون الماء قال تعالى: {وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون}. ولكي تعيش كل الكائنات من نبات وحيوان وإنسان يلزمها الماء لتعيش. وإذا نظرنا إلى كل الكائنات الحية فإنها تتكون في الغالب من الماء ويحتوي جسم الإنسان على حوالي 70٪ من الماء أي ما يعادل ثلثي جسم الإنسان وثلاثة أرباع جسم الدجاجة من الماء كما أن أربعة أخماس ثمرة الأناناس من الماء. ما هو الماء ودوره في جسم الإنسان؟ يتكون الماء من جزئين من الهيدروجين وجزء واحد من الاكسجين (H02) ويعتبر الماء أكثر المواد وفرة في جسم الإنسان وبالرغم من انه لا يحتوي على سعرات حرارية أو مغذيات أخرى إلا ان الجسم البشري لا يعيش بدون الماء لمدة حوالي 10 أيام وعلى العكس يستطيع الإنسان السليم ان يعيش لمدة 6 إلى 8 أسابيع دون طعام. وفقدان 5 إلى 10٪ فقط من ماء جسم الإنسان يؤدي إلى جفاف خطير وتحدث الوفاة في الغالب عندما تصل النسبة إلى 15 - 20٪، يحتوي جسم الإنسان البالغ على حوالي 45 لتراً من الماء يدور منها حوالي 30 لتراً ضمن خلايا الجسم وتسمى بالسائل الضمخلوي (واقع ضمن خلية بروتوبلازمية). وتشكل ثلاثة لترات من الخمسة عشر لتراً الباقية بلازما الدم الذي ينقل البروتين والمغذيات الأخرى التي تستطيع اختراق جدران الأوعية الشعرية. أما الأثنا عشر لتراً المتبقية فتكون السائل البيفرجي(الواقع بين الفرج) والذي يحيط بالخلايا التي تصنع اللمف والافرازات الأخرى، ويوجد تبادل مستمر بين سوائل الخلايا الداخلية والخارجية من خلال الأغشية الخلوية باستثناء نسيج الفطام الذي يتشبث بالماء الموجود داخله بقوة. ويعد الماء ضروري لكل وظائف الجسم فيستخدم لعملية الهضم والامتصاص. ونقل المغذيات ووسيطاً لإتمام العمليات الكيميائية المختلفة في الجسم، ومذيباً لعضلات أو مخلفات الجسم ومخفف لها ايضاً من أجل التقليل من سميتها، كما يساعد في عملية طرحها خارج الجسم. كما يساعد في تنظيم درجة حرارة الجسم بالاضافة إلى ذلك فإنه يوفر وسادة واقية للخلايا، ويقي الجنين النامي في شكل سائل السلي (السائل الذي يحيط بالجنين داخل الرحم)، وهو لازم لبناء كل أنسجة الجسم والمادة الأساسية في تكوين الدم والافرازات السائلة مثل اللعاب والدموع وعصائر المعدة والسائل الذي تفرزه أغشية المفاصل والذي يعرف بالسائل المزلق وسوائل أخرى عديدة التي تزيت الأعضاء والمفاصل الأخرى، بالاضافة إلى محافظته على نعومة الجلد. تقل كمية الماء في جسم الإنسان كلما تقدم في العمر فعلى سبيل المثال يشكل الماء 75 إلى 80٪ من جسم الرضيع حديث الولادة مقارنة ب50٪ بعد سن الخامسة والستين أو السبعين وينعكس قلة نسبة الماء في كبار السن في تجاعيد الجلد وانخفاض افراز اللعاب وتصلب المفاصل الذي يظهر بشكل طبيعي مع التقدم في العمر، ويعزي مرض تصلب المفاصل عند كبار السن إلى هذا السبب وليس نتيجة مرض ما كما يعتقد كثير من الناس.