كشف كتاب صدر حديثاالكثير من أسرار المرحلة الانتقالية في مصر بعد ثورة يناير يتضمن تفاصيل عشرات اللقاءات مع طنطاوي وسامي عنان وأحمد شفيق وعمر سليمان، حول ما جرى منذ لحظة التنحي حتى انتخابات الرئاسة، ودور أمريكا في دعم مرسي والإخوان. ويقع الكتاب في 452 صفحة من القطع الكبير بعنوان "الجيش والإخوان.. أسرار خلف الستار"، للكاتب مصطفى بكري، ويحتوي الكتاب على ثلاثين فصلا ترصد كلها أسرار المرحلة التي تنتهي بانتخابات الرئاسة وفوز د. محمد مرسي بالكرسي، بدءا من اللحظات الحرجة والساعات التي سبقت تخلَي الرئيس السابق محمد حسني مبارك عن السلطة وتسليمها للمجلس العسكري. ويرتب بكري الموضوعات ترتيبا تاريخيا وموضوعياً ويعالج موضوعات مثل رسالة الجيش، شبح الانقلاب، تنحي الرئيس، الدور الأمريكي، ابتزار المجلس العسكري، حيرة المشير، حديث المؤامرة، سامي عنان خيار اللحظة الأخيرة، أحداث العباسية، هل تم إسقاط شفيق، أزمة القسم، الإعلان المكمل، تهديدات كلينتون، غضب المشير، لغز رفح، الانقلاب الناعم، مفاجأة السيسي وهل يحدث الصدام؟. ويتضمن الكتاب فصلا بعنوان "الانقلاب الناعم"، الذي تضمن رواية لعزل المشير طنطاوي، ورئيس الأركان سامي عنان وعدد من قادة الأفرع الرئيسية بالقوات المسلحة فيما سمي بانقلاب 12 من أغسطس، والذي تضمن أيضًا إلغاء الإعلان الدستورى المكمل. وفي فصل بعنوان "الاجتماع الحاسم" وهو من ضمن اجتماعات كثيرة عقدها المجلس العسكري، لحسم اختيار اللجنة التأسيسية للدستور يقول بكرى أن الإخوان كانوا يراوغون المجلس والقوي السياسية لتأخير إنجاز اللجنة، وبالتالي إنجاز الدستور لما بعد انتخابات الرئاسة وصل الأمر بالمشير طنطاوي إلى ذروته وصاح في الجميع متحدثا من القلب بعد الهجوم الذى شنته القوى الإسلامية على المجلس العسكري وهو أحد الخطابات التاريخية الباقية والتي توضح مدى ما وجده المجلس من عنت متمثلا في رئيسه المشير طنطاوي. وكشف بكري عن أن الفريق سامي عنان، ترشح لمنصب رئيس الجمهورية بعد خروج اللواء عُمر سليمان من السباق، وبعد ضغط العديد من القوى السياسية بعد سيطرة التيارات الإسلامية على الشارع، ولكن المستشار حاتم بجاتو رفض ترشيحه ويحكي بكري القصة في فصل "سامي عنان خيار اللحظة الأخيرة". حيث اتصل المستشار حاتم بجاتو بالمستشار فاروق سلطان وأبلغه بالطلب الذي حمله إليه اللواء ممدوح شاهين، فما كان من المستشار فاروق سلطان إلَّا أن اعتذر، وقال: لن نستطيع مد فترة الترشيح ولا لساعة واحدة. بعد هذا الاتصال بقليل وصل المسئول العسكري إلى مبني اللجنة العليا للانتخابات وسأل المستشار بجاتو بشكل واضح: هل هناك إمكانية لقبول أوراق الفريق سامي عنان حال ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية؟ قال المستشار بجاتو:بالقطع لا يمكن وسأله المسئول العسكرى: ولماذا؟ فرد عليه المستشار بجاتو بأنه لا يمكن قبول أوراقه إلَّا لو استقال من الجيش نهائيّا، ثم إنه لابد أن يكون مقيدًا في الجداول الانتخابية، وأنت تعرف أن باب القيد في الجداول قد أُغلق منذ فترة، وبذلك لا يكون الفريق سامي متمتعًا بحقوقه السياسية. وأبدى المسئول العسكري دهشته، لقد أصابه إحباط شديد، ثم قرر العودة سريعًا لإبلاغ الفريق سامي عنان بالأمر، بحسب رواية بكري المتضمنة في الكتاب. ويكشف بكري في الفصل عن أن المشير طنطاوي انفجر من الغضب بعد مراوغات الإخوان بشأن الدستور قائلا: أنا حسين طنطاوي مصري ابن مصري وأعرف مسئولياتي وأعرف ماذا أفعل.. الأمريكيون يريدون هدم الجيش وتفكيكه بمساعدة الإخوان. ويقول بكري في الكتاب إن أمريكا تخلت عن مبارك منذ عام 2004 لأنه رفض إقامة قواعد عسكرية أمريكية في البحر الأحمر، وإرسال الجنود المصريين ليحلوا محل الأمريكيين بعد الانسحاب من العراق ولرفضه أن تكون مصر ضامنة لأي اتفاقات بين إسرائيل وحماس.