توقع خبراء في المناخ انحصار موجة الأمطار التي مرت على شبه الجزيرة العربية هذا الأسبوع واتجاهها شرقاً نحو الكويت والعراق مع توقعاتهم بتجدد موجة الأمطار خلال الأيام المقبلة، ولكن عبر منخفض جوي آخر قادم من البحر الأبيض المتوسط. وبين المختصون أن الجزيرة العربية لم تشهد مثل موجة السيول والأمطار الحالية منذ أكثر من 74 عاماً بعد (سيل جبار) الذي احتاج منطقة غرب وجنوبالرياض عام 1939. ويؤكد الخبير في المناخ، صالح الصالح، أن موجة الأمطار في الغالب كانت جيدة، مشدداً على أنها جاءت على غير العادة والتي تكون عن طريق المنخفضات الجوية المتشكلة فوق البحر الأبيض المتوسط ويكون معها موجة باردة ثم تسحب معها الأمطار من البحر الأحمر وبحر العرب ويتحرك للجنوب. ويضيف: "هذه المرة جاء المنخفض من جهة الجنوب وبدأت من عُمان ثم تحركت للربع الخالي وجنوب الجزيرة العربية وتصل للشمال والمنطقة الوسطى، ثم رحلت الرطوبة حتى نهاية شمال الجزيرة العربية". ويتابع: "وصل معدل الأمطار في بعض المناطق لأكثر من 100 ملم وآخر ما سال من الأودية المجمعة وسدير والزلفي والغاط". من جانبه، أكد الخبير في المناخ، خالد الراضي، أن الموجة الآن في طريقها للانسحار والاتجاه شرقاً، ويقول "بدأت الكتلة في التحرك نحو الشرق جهة الكويت والعراق .. بعدها سيكون هناك فترة هدوء لعدة أيام قبل أن يأتي منخفض البحر الأبيض المتوسط، وربما تتكرر هذه الموجة مسقبلاً ولكنه أمر نادر الحدوث". ويكشف الراضي عن أن موجات الأمطار تركزت عبر مثلثين يقعان غرب وجنوبالرياض، وقال "أبرز الأودية التي سالت في الأيام الماضية كانت متركزة على منطقة جنوبالرياض وحتى اليمن وباتجاه حوطة الحريق والأفلاج ووادي الدرعية وغرباً حتى البحر الأحمر، هذه المناطق كلها حظيت بأمطار وسيول فوق العادة وأكثر من تلك التي تأتي في المناطق المدارية أو أوروبا". ويتابع "المثلث الأول تشكل من غرب القصيم إلى حائل والمدينةالمنورة.. وجاءتها أمطار غزيرة والمثلث الآخر من غرب الرياض إلى الدوادمي والتي هي عادة منشأ للسحب ووصولاً إلى شقراء، وهي أيضاً تعرضت لأمطار غزيرة. أما بقية المناطق فكانت الأمطار عليها أقل". ويتوقع الراضي أن تتجه الموجة نحو الشرق أكثر. ويقول :"هناك حالياً تشكيلات سحب على المنطقة الوسطى وسحاب مؤثر على جنوب شرق الرياض وربما يصل لحائل وحوطة بني تميم وحوطة الحريق، وسحاب أكثر بين أبها والباحة باتجاه الشرق ووادي الدوارس والربع الخالي، فالربع الخالي تعرض للكثير من الأمطار حتى تشكلت فيه بحيرات صغيرة". ومن جانبه، يشدد الخبير الفلكي والمناخي عبدالعزيز الشمري على أن التوقعات السابقة حول موجة الأمطار تغيرت بسبب ارتفاع الرطوبة في المنطقة. ويقول ل"العربية.نت": "تغيرت الأمور وأصبحت مختلفة عن تلك المتوقعة بسبب تغير الرطوبة في الجزيرة العربية جراء الأمطار، وهذا التغيير غير حتى من حسابات المواقع العالمية". ويتابع "في تصوري هي تغيرت للأفضل والمزيد من الأمطار والخير". وحول توقعاته لجريان الأودية حالياً، يقول "يسيل وادي بيشة حتى يصل للسليل في الربع الخالي ووادي الدواسر.. أما وادي الرمة فهو وصل الآن لعنيزة، وهو يسيل منذ ثلاثة أيام تقريباً، وهو منبعه من الحائط ولحليفه في حائل، وسال من هناك ووصل حالياً للقصيم". ويضيف "سال جراء الأمطار التي نزلت على جنوب وغرب حائل وجنوب وغرب المدينةالمنورة، وتكمن خطورة الوادي في وصوله لعنيزة، ولكنه لا يشكل خطورة كبيرة كون الطرق لا تتقاطع معه، وهو واد معروف وسبق أن سال منذ عدة سنوات". ويشدد الشمري على أن كثيراً من مناطق السعودية لم تشهد مثل هذه الأمطار والسيول منذ أكثر من 74 عاماً". ويقول "كان آخر جريان لوادي الديرعة في آخر 1998 ولكن آخر جريان قوي كان في عام 1975 بينما كان آخر جريان قوي لأودية الجنوب مثل الأفلاج والخرج في سنة 1939 والتي أطلق عليها (سنة جبار). وكانت سيول تشبه السيول الحالية وربما أكبر منها".