من هو القاتل الحقيقي لزعيم تنظيم القاعدة الراحل،أسامة بن لادن؟ سؤال مازال يشغل الكثيرين رغم كل ما قيل وظهر في كتب وأفلام مصورة، إذ أن CNN حصلت على شهادة حصرية من أحد أعضاء المجموعة المهاجمة تنسف صحة الرواية المتداولة على نطاق واسع منذ نشرها في مجلة "أسكواير" عن بطولات من جرى تقديمه تحت اسم القناص" وتعيد الفضل إلى عنصر آخر هو "الكشاف المتقدم". وكانت مجلة أسكواير قد نشرت قبل فترة مقالاً مطولاً تحت عنوان "قاتل بن لادن"، ادعى خلاله كاتب المقال، فيل برونستين، بأنه التقى بالشخص الذي "أطلق رصاصتين في رأس بن لادن"، وفق ما روى في قصته. لكن هذه الرواية تناقضت في بعض الجوانب مع رواية أخرى قدمها لCNN أحد أفراد الوحدة السادسة من القوات البحرية الخاصة، والتي نفذت العملية في ليلة الثاني من مايو/أيار عام 2011 في منطقة أبوت آباد الباكستانية، حيث أفاد هذا العنصر بأن القصة التي نشرها برونستين "خاطئة." وتشير قصة برونستين، إلى أن الشخص الذي قابله تحت اسم "القناص" سرد الواقعة على النحو التالي قائلاً: "دخلت مع فرقتي إلى مجمع بن لادن السكني، وأطلقت النار على من اعتقدت أنه بن لادن، عندما رأيت محاولته للإمساك بمسدس قريب منه، ثم توجهت إلى غرفة النوم التي كان فيها بن لادن وأطلقت رصاصتين في رأسه." ولكن عضو المجموعة الآخر، والذي كان مسؤولاً عن الفرقة السادسة، أشار إلى أنه من غير الممكن أن يكون بن لادن قد حاول الإمساك بالمسدس، إذ رغم أن التفتيش اللاحق للغرفة أشار إلى وجود مسدسين مخفيين، غير أنها كانا في مكان يصعب على من يريد استعمالهما الوصول إليها. كما أضاف المسؤول بأن أعضاء الفرقة كانوا يناقشون أوامراً تتعلق بعدم إطلاق النار على وجه أسامة بن لادن، "كي يتمكن الأخصائيون من تحديد هويته لاحقاً"، وهذا ما يتعارض مع قصة برونستين بإطلاق النار على رأس الزعيم السابق لتنظيم القاعدة. وقال العنصر إن الرجل الذي أطلق النار على بن لادن لم يكن "القناص" بل شخص آخر كان يلعب في المجموعة دور الكشاف المتقدم. ويقول العنصر إن ثلاثة من العناصر تقدموا على الدرج في طريقهم إلى الأعلى. وكان الكشاف المتقدم في الطليعة فأطلق رصاصة من موقعه على بن لادن الذي أطل برأسه من باب غرفته، وهذه كانت أول طلقة تصيب الزعيم الراحل للقاعدة، وقد تسببت له بجرح خطير. المصادر الحالية المطلعة على حال أفراد الواحدة السادسة من القوات البحرية الخاصة تشير إلى أن الكشاف المتقدم الذي أطلق الرصاصات التي يعتقد أنها ألحقت ببن لادن جراحا مميتة لن يتكلم على هذا الموضوع أبداً. ويقول مسؤول أمريكي الذي على علم بالهجوم أن رواية CNN حول ظروف مقتل بن لادن "تنسجم مع الوقائع التي حصلت فعلا" وأضاف المسؤول بأن الشخص الذي قدمه الإعلام تحت اسم "القناص" وقدم الرواية الخاطئة عن ما حصل في المجمّع قد طرد من القوات الخاصة "لأنه بدأ بالتباهي حول إنجازه ودوره في العملية بمختلف البارات في ولاية فيرجينيا"، وأضاف: "المطلق الحقيقي للنار لن يتكلم ولو بعد مليون عام عن العملية." وعند سؤال مجلة إسكواير عن التناقض في القصة المنشورة، أشارت المتحدثة باسم المجلة إن المقال "مبني على روايات من عدة مصادر، من بينهم أفراد من الفرقة السادسة للقوات البحرية الخاصة بالإضافة إلى الفرد الذي أطلق النار، وتضمنت قصتنا العديد من التفاصيل المتعلقة بكيفية سير العملية، ونحن نقف إلى جانب القصة المنشورة على صفحات مجلتنا."