قالت قناة إم بي سي للأطفال أن ما ورد في حساب الشيخ محمد العريفي على التويتر بعيد عن الواقع جملة وتفصيلا، وذلك ردا على نشر الشيخ لتغريدات أفتى من خلالها بتحريم مشاهدة القناة، وطالب أولياء الأمور بضرورة حذف القناة من أجهزة الاستقبال في منازلهم، وقال أن الأولاد أمانة في أعناقهم. وكتب العريفي في التغريدة المثيرة للجدل: "حرام أن تمكن طفلك من متابعة إم بى سي 3 للأطفال، فقد امتلأت مشاهدها بأفكار الإلحاد والفساد، احذفها الآن، فولدك أمانة". وردت القناة في بيان لها أمس: "إن القائمين على القناة وبرامجها جلهم من الأمهات والمختصين الحريصين على ما يشاهده أولادهم، بقدر حرصهم على ما يتابعه جميع الأولاد، من كافة الفئات والأعمار، حيث تقوم القناة بإنتاج وعرض عدد وافر من البرامج الهادفة من أجل تحفيز قدرات اليافعين والاستثمار في جيل الغد". ولم تناقش القناة في ردها ما ذكره العريفي أو مؤيديه عن ضرورة تبني الهوية الإسلامية التربوية وقيمها في قنوات الأطفال وحاجتها لتوضيح ضوابطها التربوية علنا أمام الناس. الجدير بالذكر أن الكاتب السعودي محمد الرطيان قد كتب مقال في إحدى الصحف السعودية قبل فترة ينتقد فيه قناة إم بي سي 3 للأطفال، ومحذرا بالوقت نفسه من السماح للأطفال بمشاهدتها بسبب القدوات المشوهة التي تحرص القناة على إشاعتها بين الأطفال، متسائلا هل المغنية اللبنانية نانسي عجرم نموذجا مشرفا للأطفال من أجل تكريس حياتها وجعلها نموذجا حيا للنجاح والمجد، قائلا: " هل هذا هو "نموذجكم": للنجاح والتفوّق والمجد والشهرة، والذي يتم زرعه في رؤوس الصغار؟!!". وفي نهاية مقاله كتب وأعلن الرطيان عن حذفه لقناة إم بي سي 3 للأطفال من بيته نهائيا. ولم تعقب قناة إم بي سي 3 على الكاتب ولم تكتب أي رد للصحيفة السعودية منذ لحظة كتابة ذلك المقال، مما يتبادر لذهن المراقب قدرة التويتر على إجبار أكثر من جهة سواء كانت شركة أو صحيفة وقناة على الرد والدفاع والهجوم أحيانا إيمانا منها بتأثير هذه الشبكة الاجتماعية على المجتمع ووصول رسائلها وأفكار مستخدميها لأكبر قدر ممكن من الناس وقدرتها أيضا على صياغة وتوجيه الرأي العام بسرعة وسهولة، وهذا الأمر يثبته عدم رد القناة على المقال السابق في الصحيفة والذي نشر قبل انخراط المجتمع في التويتر كما هو اليوم، كما يثبته قصص أخرى عديدة ومنها رد صحيفة صحيفة سعودية أخرى على الكاتب أحمد بن سعيد. تغريدات العريفي وجدت ردودا كثيرة من مؤيديه بضرورة حذف القناة أو إيقاف الإعلانات عنها، ومطالبين قناة إم بي سي 3 بتحديد وكتابة ضوابطها التربوية علنا أمام الناس للاطلاع عليها ومناقشتها أيضا، إلا أنها حسب رأيهم لا تستطيع ذلك بسبب الخلل في ضوابطها وحقيقة رسالتها. كما يذكر أن هناك حملة واسعة في الشبكة الاجتماعية التويتر تحذر من ترك الأطفال يشاهدون هذه القناة لما تحتويه من أفكار خداعة ومشاهد خادشة للحياة وما تبثه من رسائل تحمل في طياتها صورا من الانحلال الأخلاقي والدعوة للشذوذ والرذيلة كالعري بالملابس وتشجيع الغناء والمجون وأحيانا تبجيل وتحسين العلاقات بين الجنسين وتبادل العناق والقبلات ومحاولة ترسيخها كنوع من التمدن والحياة المرحة الجميلة.. ومما يتسع المجال لذكره هنا أن قنوات الأطفال في الدول الغربية تنشر قوانينها وضوابطها التربوية على مواقعها من أجل مناقشتها ومراجعتها من قبل المجتمع ومراقبة مدى تقيدها واتباعها لهذه الضوابط، وكذلك تمنع أي إعلانات تجارية من أجل حماية الأطفال من أي استغلال تجاري لهم، فهل إم بي سي 3 تقوم بهذا؟