استغلت جماهير فريق سيلتيك الاسكتلندي، مباراة فريقها أمام برشلونة الإسباني ضمن منافسات الجولة الرابعة للمجموعة السابعة من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا لتعلن عن تأييدها للقضية الفلسطينية على طريقتها الخاصة. وبدا لافتاً خلال المباراة التي أقيمت على استاد "سيلتيك بارك"، معقل فريق العاصمة الاسكتلندية، تواجد الأعلام الفلسطينية، حيث طغت اللافتات المؤيدة والمناصرة للقضية الفلسطينية على مدرجات الملعب الذي يتسع إلى 60.832 متفرج. وحرص مشجعو النادي الاسكتلندي على رفع الأعلام الفلسطينية بشكل كبير في سادس أكبر ملاعب المملكة المتحدة وفي وجه أحد أبرز الفرق الأوروبية، في خطوة لاقت استحسان الشارع الرياضي الفلسطيني. واعتبر مراقبون أن رفع الأعلام الفلسطينية جاء بمثابة رد واضح على إدارة نادي برشلونة التي استجابت لدعوة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي قامت حركة حماس بأسره على متن دبابة في الخامس والعشرين من شهر يونيو/حزيران 2006 قبل أن يطلق سراحه العام الماضي في صفقة تبادل تمت بوساطة مصرية مقابل قيام السلطات الإسرائيلية بالإفراج عن 1027 أسيراً فلسطينياً في أكتوبر/تشرين الأول 2011، وذلك لحضور مباراة "الكلاسيكو" الأخيرة التي جمعته بغريمه التقليدي ريال مدريد في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي على ملعب "كامب نو". وتعد هذه هي المرة الثالثة التي تزين فيها الأعلام الفلسطينية مدرجات استاد "سيلتك بارك"، حيث كانت المرة الأولى عندما التقى سيلتيك بفريق هبوعيل تل أبيب الإسرائيلي في مسابقة الدوري الأوروبي عام 2009 بعد حرب غزة. في حينها قامت جماهير سيلتيك برفع الأعلام الفلسطينية تأييداً للقضية الفلسطينية وذلك بعد دعوة تم توجيهها من قبل عدد كبير من النقابات العمالية الاسكتلندية لرفع علم فلسطين في المباراة، للتعبير عن التعاطف والمساندة للقضية الفلسطينية. في حين كانت المرة الثانية خلال لقاء الفريق أمام هارتس العام الماضي في ختام مباريات الدوري الاسكتلندي لكرة القدم والذي توج بلقبه النادي، إذ رفرفت الأعلام الفلسطينية في مدرجات الفريق وطالب عدد كبير من جماهير نادي العاصمة بضرورة الإفراج الفوري عن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والذين يزيد عددهم على 4700 أسير ومعتقل في السجون الإسرائيلية وعلى رأسهم الأسير الفلسطيني - المحرر حالياً - ولاعب المنتخب الفلسطيني للشباب محمود السرسك. وتتخذ جماهير كرة القدم الأوروبية، وبالتحديد في غلاسكو، من الملاعب أرضاً خصبة للتعبير عن التعاطف مع القضية الفلسطينية، حيث يقطن عدد كبير من الفلسطينيين في الدول الأوروبية، فيلعبون دوراً بارزاً في نصرة القضية الفلسطينية وحشد أكبر عدد من المؤيدين لها، فقد عكفت الجاليات الفلسطينية على تأييد القضية الفلسطينية في وجه الاحتلال الإسرائيلي في ملاعب كرة القدم. ودأبت الأندية الإيطالية على وجه الخصوص في إبراز تعاطفها الكبير مع الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، حيث زينت الأعلام الفلسطينية مدرجاتها في أكثر من مناسبة، ولذلك يحاول الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بشكل دائم تفادي وقوع الأندية الصهيونية من اللعب في العاصمة الإيطالية روما خوفاً من المشاكل التي قد يثيرها الجمهور، وبالتحديد جمهور نادي لاتسيو الإيطالي، الذي يرفع بشكل دائم الشعارات المؤيدة للشعب الفلسطيني والمنددة بالاحتلال، إضافة إلى جمهور ليفورنو، الذي سجل موقفاً مشرفاً عام 2006 عندما رفع العلم الفلسطيني بعرض المدرج خلال مباراة فريقها أمام فريق مكابي حيفا الصهيوني.