أثار شريط فيديو حول "هجرة المسلمين" إلى الغرب، عرضه الكاردينال بيتر توركسون في سينودس "التبشير الجديد"، موجة من الجدل والقلق أدت إلى انتقاده بشدة من عدد كبير من الأساقفة. الانتقادات الشديدة حملت الكاردينال على إبداء أسفه ونفيه الرغبة في "شن حرب جهادية ضد الإسلام". قدم الكاردينال الغاني بيتر توركسون اعتذارا الثلاثاء 16 أكتوبر 2012 في الفاتيكان بعدما عرض خلال السينودس حول "التبشير الجديد" شريط فيديو اثار الجدل والقلق حول "هجرة المسلمين" الى الغرب، مما حمل عددا كبيرا من الاساقفة على انتقاده.
وقد بث شريط الفيديو الذي يحمل عنوان "ديموغرافيا اسلامية" في غياب البابا بنديكتوس السادس عشر بناء على اقتراح الكاردينال توركسون رئيس المجلس الاسقفي "عدالة وسلام". وهو موجود ايضا على موقع يوتيوب لتوزيع الافلام حيث شوهد 13 مليون مرة.
وقدم الكاردينال توركسون الثلاثاء اعتذاره، معربا عن الاسف "لاثارة حساسية بعض المشاركين". واكد انه لم يكن "ينوي شن حرب جهادية (صليبية) ضد الاسلام، لكنه كان يريد ان ينتقد في الغرب "تدني الولادات وبعض سياسات التخطيط العائلي"، التي تصدر احيانا الى بقية انحاء العالم.
واوضح المونسنيور نيكولا اتيروفيتش الامين العام للمجلس الاسقفي ان شريط الفيديو "ليس موقفا اتخذه السينودس". واكد ان هذه الوثيقة تدخل في اطار المداخلات الحرة التي لا تلزم الا الاشخاص الذين يعبرون عنها.
واكدت الوثيقة التي كتبها في 2009 مبشرون اميركيون ان "الاسلام سيكون الدين الاول في العالم في غضون خمس الى سبع سنوات". ودعوا الى "تقاسم رسالة الانجيل في العالم". وذكر شريط الفيديو ان "فرنسا ستكون خلال 39 عاما بلدا تسكنه اكثرية من المسلمين".
وسارع عدد من الاباء المشاركين في السينودس الى ابداء رد فعل وتحدثوا عن "ارتباكهم"، مشككين في بعض الارقام الواردة في شريط الفيديو الذي لم يعرف معدوه والموجود على شبكة الانترنت منذ اربع سنوات. وجاء في الوثيقة ان 30% من الذين تقل اعمارهم عن عشرين عاما سيكونون مسلمين في فرنسا، و45% في بعض المدن.
ويتضمن هذا الشريط ارقاما لكنه لا يقدم مصادر جديرة بالثقة. ويقدم "تقريرا عن التغيرات في الديموغرافيا العالمية" طرحت فيه نسبة الخصوبة المتدنية جدا في البلدان الاوروبية بالمقارنة مع نسبة الخصوبة المرتفعة جدا لدى العائلات المسلمة.
وذكر الملحقون الصحافيون للسينودس ان عددا من اساقفة السينودس ابدوا ردود فعل قوية بعيد بث شريط الفيديو وحذروا من خطر اندلاع "حرب اديان" بسبب هذه الوثيقة.
ودعا البعض منهم الى تجنب "فخ التصرف على غرار الاسلام الاصولي". ووعد اساقفة بالعودة الى قاعة السينودس في الجلسة المقبلة حاملين ارقاما تتسم بمزيد من الواقعية.
واعرب اسقف يعنى بالحوار بين الاديان عن "ارتباكه". وتحدث عن "تهور" الكاردينال توركسون "الذي لم يقدر على الارجح خطورة" هذا التصرف.
ومنذ بداية السينودس، تحدث عدد كبير جدا من الاساقفة الاتين من الشرق الاوسط والقارة الافريقية عن الصعوبة التي تواجهها الكنيسة الكاثوليكية في التبشير بالانجيل في البلدان التي يشكل المسلمون اكثرية فيها.