عثرت السلطات المصرية على كمية من المتفجرات يرجح أن أصحابها كانوا يستعدون لتهريبها إلى قطاع غزة، في الوقت الذي تثير فيه هذه الضبطية مخاوف أخرى إزاء استهداف منطقة سيناء نفسها. ونقلت وكالة (رويترز) عن مصادر أمنية قولها إن الشرطة المصرية عثرت يوم الخميس 9 / 7 / 2009 على نحو 700 كيلوجرام من مادة (تي ان تي) شديدة الانفجار كانت مُعدة فيما يبدو لتهريبها الى قطاع غزة. وقال مصدر ان المباحث تلقت معلومات عن قيام مهربين بتخزين الكمية في أجولة بمنطقة بثر لحفن الصحراوية جنوبي مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء. وتوجد أنفاق سرية تحت خط الحدود بين مصر وقطاع غزة تستخدم في تهريب البضائع وتهريب الاشخاص في بعض الاحيان، وتقول اسرائيل انها تستخدم أيضا في تهريب السلاح. وفي أواخر ديسمبر 2008 والاسابيع الاولى من يناير 2009 شنت اسرائيل هجوما واسعا على القطاع قائلة انها تريد اسكات مواقع الصواريخ الفلسطينية. وخلال الهجوم استهدفت اسرائيل ما قالت انها مئات من فتحتات الانفاق على الجانب الفلسطيني من الحدود. ورغم ترجيح أجهزة الأمن أن المتفجرات المضبوطة كانت معدة لتهريبها إلى قطاع غزة، فإن ضبطها يثير أيضاً مخاوف من بدء سلسلة أخرى من التفجيرات شبيهة بتلك التي استهدفت المنشآت السياحية في طابا وشرم الشيخ ودهب. ففي فبراير 2008، عثرت السلطات الأمنية علي ربع طن من المتفجرات داخل إحدي مدن سيناء، وذلك للمرة الخامسة خلال عام ونصف العام. ونقلت جريدة (المصري اليوم) وقتها عن اللواء نشأت الهلالي، مساعد وزير الداخلية السابق، والخبير في مكافحة الإرهاب، قوله إن وزارة الداخلية فتحت تحقيقاً واسعاً حول المتفجرات، التي اكتشفتها الأجهزة الأمنية داخل سيناء، موضحاً أن الداخلية تقوم بتغيير الخطط الأمنية بشكل دائم في سيناء، لتجنب وقوع عمليات إرهابية، كما حدث في تفجيرات شرم الشيخ ودهب وطابا. كما نقلت الجريدة عن اللواء مصطفي الكاشف، الخبير بالأمم المتحدة في قضايا الإرهاب، قوله إن الروايات التي تحدثت عن أن وجود هذه المتفجرات يعد دليلا علي عمليات إرهابية في المنطقة هي روايات ضعيفة، ورجح أن تكون هذه المتفجرات خاصة بأصحاب المحاجر. فيما رجح الدكتور محمد حسام الدين، مقرر لجنة الإرهاب في المجلس المصري للعلاقات الخارجية، أن تكون عناصر فلسطينية وراء هذه المتفجرات لتخريب المنشآت السياحية، رابطاً بينها وبين تفجيرات طابا ودهب وشرم الشيخ، مشيرا إلي أن سيناء تصعب السيطرة عليها أمنيا، ونفي ما تردد عن أن البدو ضالعون في الأمر، علي اعتبار أنهم لا يستطيعون تصنيع هذه المتفجرات. وفي يناير 2009 عثرت الأجهزة الأمنية بشمال سيناء على مخزن يضم كميات من المتفجرات بمنطقة بمنطقة الشدايدة بالشيخ زويد بوسط سيناء ولم يتم ضبط المتهمين. وفي يونيو 2009 أعلنت أجهزة الأمن المصرية بشمال سيناء أنها تمكنت من ضبط مخزن للمتفجرات يضم أسلحة متنوعة قبل تهريبها لقطاع غزة، موضحة أن المتفجرات تم ضبطها بمنطقة الصابحة في الشمال ومدينة القسيمة بوسط سيناء التي تبعد عن الشريط الحدودي قرابة 5 كيلومترات.