إذا رغب الإنسان في الحفاظ على لياقته البدنية والاعتماد على نفسه وألا يحتاج مساعدة الآخرين عندما يتقدم به العمر، ينبغي عليه حينئذٍ المواظبة على ممارسة تمارين تقوية العضلات، إذ يُمكنه بذلك وقاية نفسه من ضمور الألياف العضلية. وقدم البروفيسور إنغو فروبوزه، من المركز الصحي التابع للجامعة الرياضية الألمانية في مدينة كولونيا، شرحاً لهذا المرض بقوله: «يتم توصيف مرض ضمور الألياف العضلية على أنه فقدان للكتلة العضلية، ما يؤدي إلى فقدان القدرة العضلية أيضاً، وكذلك إلى اضطراب الاتصالات العصبية بين العضلات، ومن ثمّ يسوء استقبال الألياف العضلية للإشارات القادمة من الجهاز العصبي مع مرور الوقت». وعن أهمية ممارسة تمارين تقوية العضلات، أوضح الخبير الألماني «بينما يُمكن إعادة بناء بعض الأنسجة العضلية الصغيرة بعد إصابتها بالضمور، من خلال المواظبة على ممارسة بعض التمارين البسيطة، إلا أنه لا يُمكن إعادة بناء الألياف العضلية الكبيرة المصابة بالضمور إلا من خلال تمارين قوية للغاية». أما إذا كانت الإصابة بضمور الألياف العضلية في مراحلها المتأخرة، فإنه من الصعب للغاية إعادة بنائها من جديد. وانطلاقاً من ذلك، ينصح فروبوزه «يجب حينئذ ممارسة تمارين تقوية العضلات بكل قوة وليس بشكل متحفظ، ودون الارتباط بالسن». وأوضح الخبير الألماني «الألياف العضلية، التي من المفترض أن تتمتع بقدرة على التحمل، ينبغي تدريبها من خلال حمل أثقال خفيفة مع تكرارات كثيرة. أما الألياف العضلية، التي من المفترض أن تتمتع بالقوة والسرعة، ينبغي تدريبها من خلال زيادة شدة التمارين وتقليل عدد التكرارات إلى أن يتم الوصول إلى قدرة التحميل القصوى». وأشار فروبوزه إلى أنه يتم تصنيف الألياف العضلية إلى نوعين، هما: الألياف الصغيرة الحمراء، التي يتم ضخ الدم إليها على نحو جيد ويتم استخدامها يومياً بشكل متكرر. بينما لا يتم استخدام الألياف البيضاء السميكة إلا بشكل محدود للغاية، لذا تحتاج إلى زيادة التحميل عليها بصورة مستمرة، من خلال ممارسة تمارين تقوية العضلات مثلاً. وحذّر فروبوزه بقوله: «إذا لم يتم توفير التحميل المناسب للعضلات، فقد يواجه الإنسان مع التقدم في العمر صعوبة في القيام بالمهام اليومية العادية بيديه، كرفع الأحمال الثقيلة من الأرض مثلاً، فضلاً عن زيادة خطر التعرض للسقوط».