لم أتحدث عن قضية مهرب المخدرات المصري الملقب ب"الجيزاوي فقط لأنه ليس هناك قضية من الأساس.. حاول البعض إشعال قضية لغرض الكسب والتكسب.. غير أنها انطفأت بسرعة كما اشتعلت بسرعة. بين حين وآخر نسمع عن القبض على عصابات المخدرات.. والجيزاوي واحد من هؤلاء المهربين الذين يستهدفون شبابنا بالمخدرات.. ويريدون بنا وببلادنا الشر، وسينال جزاءه الرادع حتما، مثله مثل الذين يهربون كرات الهيروين في أحشائهم وينتهي بهم الأمر أمام القضاء الشرعي، ولن تنجح كل وسائل الضغط أن يفلت من عقابه! كل ما أتمناه ألا يتم إعطاء مثل هذه القضايا أكبر من حجمها الطبيعي.. ما كنا نتابعه هو مسرحية كوميدية مارسها بعض المحسوبين على الوسط الإعلامي والثقافي في مصر، عمرو أديب والأسواني وغيرهما من هواتف العملة.. أولئك الذين لا يسكتون إلا بمقابل، مسرحية تمت كتابتها لغرض التكسب لا أكثر ولا أقل.. يفترض أن يكون دورنا فيها هو دور المتفرج العابر فقط.. المتفرج لا يحضر المسرحية مرتين.. ناهيك أن الشقيقة مصر ولادة، وسينتج لنا مبدعوها عشرات المسرحيات المشابهة.. ولو أسرفنا في التفاعل مع هذا النوع من المسرحيات ستضيع أعمارنا وأموالنا! يفترض أن تكون مناعتنا أقوى ضد هذه الحملات الإعلامية والغوغائية.. ما الذي يضيرنا حينما يتظاهر ألف أو ألفان.. أو يتحدث كاتب أجير أو مذيع منافق أو "ولية حرباية" لسانها مفلوت؟ ما حجم هؤلاء أمام ثمانين مليون مصري.. نحبهم ويحبوننا؟! مصر بلد شقيق.. والعلاقات التي تربطنا بالمصريين ذات جذور ممتدة وثيقة، وما أحدثه بعض الغوغائيين والمبتزين، وغيرهم من المأجورين، لن يؤثر أبدا في جدار العلاقات بيننا وبين أحبائنا وأهلنا في مصر الغالية، هؤلاء يذكرونني ببيت الشعر: كناطحٍ يوما صخرة ليوهنها! صالح الشيحي (نقلا عن الوطن)