أوضحت دراسة جديدة أُجريت على 2589 طفلاً أن 11% من أطفال المنطقة الشرقية الذين تتراوح أعمارهم بين عام واحد و3 سنوات مصابون بالسمنة. و يعاني من السمنة 21 % من الأطفال بين 4 و 8 أعوام، و14 % من الأطفال بين 9 و13 عامًا، وأخيرا 54% للفئة العمرية من 14 إلى 18. وأكدت الدكتورة سحر الدوسري استشارية أمراض الأطفال أن الدراسات والإحصاءات أظهرت أن أطفال المنطقة الشرقية هم أكثر الأطفال سمنة على مستوى المملكة. وأرجعت الدكتورة الدوسري خلال أسباب انتشار البدانة إلى الأمراض الوراثية وأسلوب الحياة الخامل والعزوف عن ممارسة الرياضة وتناول الوجبات غير الصحية، خاصة المأكولات السريعة كالبرجر والبطاطس المقلية والمقليات كالبروستد.
ونبهت الدوسري إلى خطورة مرض السمنة عند الأطفال ونسبة انتشاره في المملكة، موضحة أن الوزن الزائد يحتل المرتبة السادسة بين العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض حول العالم، خاصة بعد أن وصل عدد الأطفال الأقل من 5 سنوات المصابين بالسمنة إلى 22 مليون طفل على مستوى العالم. وأوضحت استشارية أمراض الأطفال أن هناك تقدمًا في مكافحة وعلاج مرض السمنة، مشيرة إلى وجود برامج علاجية وصحية متكاملة للقضاء على السمنة عند الأطفال عن طريق توعيتهم وذويهم بالوسائل والأنظمة العلمية اللازمة للقضاء على أخطار السمنة. ووفقًا لتلك البرامج يتم عمل كافة القياسات للطفل كقياس كتلة الجسم والطول ومحيط الرسغ والعمر، ثم يقيم من قبل أخصائي الأطفال وأخصائي التغذية والمعالج الطبيعي لتحديد البرامج الرياضية وبرامج الحمية المناسبة والتي تختلف من مريض لآخر، كما يتم متابعة المصاب بالسمنة لمدة 4 أسابيع بالمستشفى، ومثلها في المنزل كما يهتم المختصون أيضًا بعمل التوعية اللازمة للأسرة لمساعدة المريض وتهيئة الجو الملائم له كي ينتصر على السمنة . من جانبه أكد محمد الناطور أخصائي علاج طبيعي أهمية الرياضة ودورها في مواجهة مرض السمنة، موضحًا أن التمارين البدنية المنتظمة تقلل من مخاطر مرض السمنة، وكذلك زيادة متوسط العمر المتوقع، كما أن ممارسة الرياضة في مراحل الطفولة تحفظ العظام قوية وسليمة عند البلوغ، فضلاً عن أن الطلاب الذين يمارسون الرياضة هم الأكثر حماسا للتفوق الأكاديمي. ونصح الناطور الأسرة بتحديد الوقت الذي يمضيه الأطفال أمام التلفزيون أو أمام ألعاب الكمبيوتر، على ألا يزيد وقت مشاهدة التلفزيون عن ساعتين يومياً، وفي المقابل تشجيع الأبناء على ممارسة الرياضات المختلفة كالسباحة وركوب الدراجات والتزلج وألعاب الكرة وغيرها من النشاطات الممتعة، ومن المهم أن تكون الأسرة أيضًا قدوة لأطفالها في ذلك.