أثار قيام جماعة سلفية بتوزيع المصاحف مجانا في ألمانيا قلق الحكومة والطبقة السياسية التي نددت بما اعتبرته "استغلال القرآن لنشر الأفكار المتطرفة". وتهدف هذه المجموعة التي أطلقت على نفسها اسم "الدين الحقيقي" إلى توزيع 25 مليون نسخة مترجمة من المصحف الشريف في ألمانيا وسويسرا والنمسا، وقد قامت بالفعل بتوزيع 250 ألف نسخة. وفي ألمانيا حيث يخضع السلفيون لمراقبة أجهزة الأمن الداخلي أثارت عدة مقالات صحفية صدرت في عطلة الفصح الحالية القلق من هذا التحرك. وأدان زعيم المجموعة البرلمانية للاتحاد المسيحي الذي تترأسه المستشارة أنجيلا ميركل "بحزم" هذه المبادرة التي يقول إنها "تستغل القرآن في نشر الأفكار المتطرفة". واعتبرت متحدثة باسم الحزب الليبرالي الشريك في حكومة الأقلية أن توزيع هذه المصاحف المترجمة أمر "غير مقبول على الإطلاق"، منددة ب"استخدام القرآن كوسيلة دعاية في خدمة التطرف". وفي جانب المعارضة؛ دعا الحزب الاشتراكي الديمقراطي إلى الاستمرار في مراقبة السلفيين، وقال المتحدث باسم الحزب مايكل هرتمان: "إذا اكتشفت السلطات أن هناك انتهاكا للقانون والنظام سيكون من الضروري التفكير في الحظر". لكنه استبعد إمكانية أن "تؤدي مجرد عملية توزيع للمصاحف إلى تحويل أناس إلى إرهابيين". في المقابل، أوضح القائم على مبادرة توزيع المصاحف إبراهيم أبو ناجي (47 سنة) وهو داعية ورئيس شركة من أصل فلسطيني يقيم في ألمانيا ويخضع لرقابة السلطات إن هدفه من ذلك "إدخال الحقيقة إلى قلوب الناس". وتقدر أجهزة المخابرات عدد السلفيين في ألمانيا بنحو 2500 شخص. وقال مصدر أمني لفرانس برس إن "توزيع المصاحف مسموح باسم الحرية الدينية؛ إلا أن الحركة التي تختبئ وراءه تخضع للمراقبة". وأكدت وزارة الداخلية في بيان أنها تأخذ "بجدية شديدة" الطموحات السلفية الحالية وخاصة بسبب التهديدات التي وجهت إلى العديد من الصحفيين في فيديو نشر على موقع يوتيوب. وذكرت صحيفة داي فيلت أن هذا الفيديو الذي سحب سريعا وضعه أحد أتباع أبو ناجي. وفي هذا الشريط يقول صوت: "نعلم أين تقيم ونعلم فريق كرة القدم الذي تشجعه ولدينا رقم هاتفك المحمول". وقالت الوزارة: "لا يمكن على الإطلاق القبول بتوجيه تهديدات للصحفيين في ألمانيا" معلنة فتح تحقيق في المسألة.