أعلنت أرامكو السعودية عن اكتمال خطة ترسية 13 من مقاولات الهندسة وشراء المواد والإنشاء، لإنجاز مشروعهما المشترك في الجبيل، الذي يمثل مرحلة هامة من مراحل إنشاء هذه المصفاة التحويلية الكاملة عالمية المستوى بطاقة 400 ألف برميل في اليوم في مدينة الجبيل والمقرر تشغيلها بكامل طاقتها بحلول النصف الثاني من عام 2013. وكان الشريكان قررا أواخر العام 2008 الاستمرار في التفاوض حول عروض هذه المقاولات بما يحقق انخفاضا في التكلفة الإجمالية للمشروع ، وهو ما تحقق بالفعل. وبحسب بيان أصدرته أرامكو السعودية الجمعة 18/6/2009، فإن المصفاة الجديدة ستكون عند اكتمالها واحدة من أكثر المصافي تطوراً في العالم، وستقوم بتكرير الزيت الخام العربي الثقيل وتحويله إلى منتجات تفي بأكثر المواصفات صرامة، تلبيةً للطلب المتنامي على أنواع الوقود الصديقة للبيئة. وسوف يتم استهلاك جزء من إنتاج مصفاة الجبيل محليا لتلبية الزيادة في الطلب المحلي، علما بأن مصافي البترول في المملكة، مثل مصفاة الجبيل، تستفيد من ميزة الموقع في تلبية الطلب المحلي والدولي بكفاءة وفعالية. وسوف تنتج هذه المصفاة التحويلية الكاملة أكبر كمية ممكنة من الديزل ووقود الطائرات، كما ستنتج 700 ألف طن سنويا من البارازيلين، و 140 ألف طن سنويا من مادة البنزين، و200 ألف طن سنويا من البروبيلين من درجة البوليمر. وقال رئيس أرامكو السعودية و كبير إدارييها التنفيذيين المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح في البيان : "إن شراكتنا مع توتال تمرُّ اليوم بمرحلة مميزة. ومع أن هذه الشراكة كانت دائماً قوية إلا أنها اليوم أكثر قوةً من أي وقت مضى". وأضاف الفالح "إن مشروع مصفاة الجبيل للتصدير هو مشروع استراتيجي بالنسبة لأرامكو السعودية والمملكة، كما أن تنفيذه في الوقت المناسب من شأنه أن يضمن تزويد الأسواق العالمية والإقليمية بمنتجات عالية الجودة خلال العقد القادم. ويعد التزامنا بتمويل مشروع بهذا الحجم دليلا على ثقتنا بأن أسواق الطاقة سوف تشهد نموا في السنوات المقبلة، كما أنه دليل على ثقتنا بأن المملكة هي المكان المثالي للمستثمرين العالميين للاستثمار في مجال الطاقة". من جانبه قال كبير الإداريين التنفيذيين في توتال كريستوف دومارجيري : " إنني سعيد بقرارنا إطلاق تطوير مشروع مصفاة الجبيل مع أرامكوالسعودية، فبهذه المرحلة، نكون قد قطعنا شوطا هاما يبرهن على قوة الشراكة الاستراتيجية بين شركتينا وعزمهما على تنفيذ هذا المشروع الكبير حتى في ظل بيئة اقتصادية صعبة. وعليه، فسوف نكون قادرين اعتباراً من عام 2013 على تلبية الطلب المتزايد على المنتجات المكررة عالية الجودة من آسيا والشرق الأوسط". ويتمثل التعاون بين أرامكو السعودية وتوتال في إسهامهما بالمعرفة والخبرة في هذا المشروع المشترك. كما أن إمدادات الزيت الخام من أرامكو السعودية تقع بالقرب من الجبيل، إحدى المناطق الصناعية ذات المواصفات العالمية، فيما تعد توتال إحدى شركات البترول العالمية التي تمتلك مجموعة متكاملة من الأعمال في مختلف مراحل هذه الصناعة وتتمتع بحضور عالمي. 1200 فرصة عمل ويحقق المشروع قيمة مضافة للاقتصاد المحلي من خلال توفير الوظائف وإيجاد فرص لمزيد من الاستثمارات في المراحل الصناعية اللاحقة من قبل المقاولين المحليين، حيث يُقدر أن توفر المصفاة نحو 1200 فرصة عمل مباشرة في المملكة، يتبع كل منها في العادة نحو خمس إلى ست فرص عمل غير مباشرة. وكانت اللجنة التنفيذية لتوتال قد وافقت في 1 جمادى الأولى 1429ه الموافق 6 مايو 2008م على إطلاق المشروع، فيما وافق مجلس إدارة أرامكو السعودية على ذلك في يوم 3 جمادى الأولى 1429 ه الموافق 8 مايو 2008م، وقامت الشركتان بتوقيع اتفاقية المساهمين في 18 جمادى الآخرة 1429 ه الموافق 22 يونيو 2008 م في مدينة جدة. وعقب توقيع الاتفاقية، تم تأسيس ساتورب خلال الربع الثالث من عام 2008م، التي لايزال مشروعها يسير حسب الجدول المحدد. وسوف تملك كل من أرامكو السعودية وتوتال في نهاية المطاف نسبة 37.5% من ملكية الشركة. وبعد الحصول على الموافقات النظامية المطلوبة، تخطط أرامكو السعودية لطرح نسبة 25% من أسهم الشركة للاكتتاب العام من قبل المواطنين السعوديين خلال الربع الأخير من عام 2010م. يشار إلى أن شركة توتال تعد واحدة من مجموعات شركات الزيت والغاز العالمية الكبري حيث تنتشر أعمالها في 130 بلداً حول العالم. ويبلغ عدد موظفيها 96 ألف موظف يسخرون خبراتهم العملية في كل مجالات الصناعة البترولية ممثلة في التنقيب عن الزيت الخام والغاز الطبيعي وإنتاجهما إلى جانب أعمال التكرير والتسويق وتجارة الغاز والطاقة. وتسعى توتال إلى إمداد العالم بالطاقة بصورة مستمرة، كما أن توتال تصنف من أقوى الشركات العالمية في صناعة الكيماويات.