تسبب أغلى لاعب في العالم، البرتغالي كريستيانو رونالدو (94 مليون يورو) في الخسارة المذلة لفريقه ريال مدريد أمام الغريم التقليدي برشلونة 1-3 في ذهاب الدوري الإسباني لكرة القدم، فلم يقدم شيئاً يذكر في «الكلاسيكو» وخيب آمال جمهوره الذي انتظر منه لمسة ساحرة أو تمريرة حاسمة أو حتى تشكيل خطورة على المرمى الكاتالوني لكنه قدم أسوأ عروضه على الإطلاق ورفع الراية البيضاء منذ الدقائق الأولى. رونالدو لا يكشف عن وجهه الحقيقي سوى أمام الفرق الصغيرة أو في لعبة «البلاي ستيشن» التي يهوى المحترفون من ممارسيها اختياره لكي يفكوا عقدته أمام ميسي ولو عبر الشاشات الالكترونية فقط، لأنه على أرض الواقع ينحني أمام خصمه الأرجنتيني اللدود في كل «كلاسيكو» يخوضه، ويبدو مرعوباً من المواجهة حتى أن جمهور «البرنابيو» انهال عليه بصافرات الاستهجان عقب المباراة وذلك للمرة الأولى منذ التعاقد معه! لا نبالغ إذا قلنا إن كريستيانو كان سبباً رئيساً في الخسارة المدوية إذ سنحت له فرصتان كاد من خلالهما أن يغير مجرى اللقاء لكنه خذل مدربه ومواطنه جوزيه مورينيو الذي ظن أن لديه لاعباً عظيماً يمكن الرهان عليه في المباريات الكبيرة خصوصاً أنه أبقى عليه في الملعب طوال ال90 دقيقة عاش فيها على أمل التسجيل من ضربة ثابتة ولكن حتى الأخيرة تحطمت على الحائط البشري لبويول وبيكيه وألفيس! وبعد «الكلاسيكو»، بات واجباً على جمهور مدريد التحلي بالروح الرياضية والاعتراف بأحقية برشلونة في الفوز، والابتعاد عن أية تبريرات «تحكيمية» لأن تفوق البارشا كان واضحاً ميدانياً وذهنياً وبرز لاعبوه من خلال سرعة الأداء وتنوع في شن الهجمات وثقة بامتلاك الكرات، كيف لا؟ والفريق يمتلك لاعباً بقامة أندريس انييستا (الماتادور)، الذي روض 11 لاعباً في الريال بأناقة تحركاته وثقله في منطقة المناورة. وإذا كان انييستا الأفضل في المباراة فإن رونالدو بالتأكيد الأسوأ بلا منازع، فقد هبطت أسهمه «جماهيرياً» ما ينعكس سلباً على الأصوات التي تمنح له لدى التصويت على الفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم للعام الجاري، لاسيما أن المنافسة كانت محتدمة بينه وبين عملاقي برشلونة ميسي وتشافي لكنها الآن عرفت مسارها في الطريق إلى الأخيرين. وأمام الفشل المتواصل لرونالدو والتألق المتسارع لميسي في «الكلاسيكو» نستطيع القول إن معادن النجوم لا تظهر إلا عند المحك، وعلى أنصار مدريد إعادة النظر في حكمهم لدى عقد مقارنة بين كلا اللاعبين لأنهم بذلك سيظلمون «الفتى الذهبي».