ذكرت صحيفة (ذي ايكونوميست) البريطانية ان نظام الرئيس السوري بشار الأسد اصبح أكثر عزلة ودموية..مؤكدة نفاد الوقت المتاح له لاصلاح الأوضاع في بلاده وانقاذها. وأشارت الصحيفة - في تقرير نشرته على موقعها الالكتروني - السبت 19 نوفمبر 2011 إلى انها كانت تعتقد ان الأسد سيكون أكثر حرصا على التفاوض للخروج من هذا المأزق إلا أنه فعل العكس تماما, وظهر هذا واضحا بعد وساطة جامعة الدول العربية, حيث زادت شراسة ودموية قوات الامن التابعة له في التعامل مع المحتجين, بدلا من الانخراط في اجراء مفاوضات جادة مع المعارضة المطالبة بالديمقراطية. وقالت الصحيفة ان الأسد يبدو الآن أكثر تصميما من أي وقت مضى على القضاء على هذه المعارضة, ونتيجة لذلك اتخذت الجامعة العربية خطوة دراماتيكية يوم 12 نوفمبر بتعليق عضوية سوريا; وقد خاطر الأسد بهذا وسوف ينتهي به الأمر وسيحدث له مثلما حدث لمعمر القذافي في ليبيا. وأضافت الايكونوميست انه على الرغم من الاحتجاجات السلمية التي يقوم بها الشعب السوري ضد نظام الأسد; الا ان الاسد يعتبر سوريا مكانا محوريا في العالم العربي ويعتقد انه بهذه المكانة لبلاده يمكنه ان يثني العرب والأتراك والفرس عن التحول ضده. ووصفت الايكونوميست قبول الاسد خطة جامعة الدول العربية المتعلقة بانهاء حالة القتال بأنه كان مجرد اجراء صورى على الورق فقط وذلك لانه لم يقم بشيئ مما كان يفترض ان يقوم به: من سحب قواته من المدن وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين (التي تقدر جماعات حقوق الإنسان عددهم ما يتراوح بين10000 و20000 معتقل)والسماح للصحفيين الاجانب والدبلوماسيين ومراقبين من جامعة الدول العربية باجراء محادثات مع المعارضة مما يؤدي في النهاية إلى اجراء انتخابات تعددية. وأوضحت الصحيفة ان الأسد يخشى من أنه في حالة قيامه بسحب جيشه من المدن فإن الشعب سوف يستغل ذلك وسيقوم بعمل مسيرات ضخمة تطالب برحيله لذا تجنب الأسد هذه النتيجة عن طريق تكثيف القمع والسماح بمهاجمة البعثات الدبلوماسية في الأردن وقطر والسعودية وتركيا ونتيجة لهذا التصرف الذي قام به تعرض لانتقاد وإدانة هذه الدول. بل ان الجامعة قامت بتهديده بفرض عقوبات في حالة عدم تعاونه معها في غضون ثلاثة أيام بدءا من يوم 16 نوفمبر ..مؤكدة ان هذه الخطة تعتبر الفرصة الاخيرة له. واختتمت الصحيفة أنه على الرغم من قيام الحكومات الغربية بفرض عقوبات الاقتصادية وسعيها لتشديدها وتوسيعها في مجلس الامن الا ان هذه الدول عليها القيام بتشجيع ودعم الجامعة العربية.. مؤكدة ان الجامعة سوف تتعامل مع هذا الموقف وتتخذ تدابير اكثر قوة مثلما فعلت مع القذافي في حالة تحول الصراع في سوريا الى حمام من الدماء .