فرضت إدعاءات بالتحرش والاعتداء الجنسي ضد المرشح الأبرز للانتخابات التمهيدية في الحزب الجمهوري هيرمان كين نفسها على السباق نحو البيت الأبيض على حساب الهواجس الاقتصادية. وبعد انضمام سيدة رابعة إلى قائمة السيدات اللاتي يتهمن كين, متصدر استطلاعات الرأي في السباق الانتخابي لنيل حق الترشح عن الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة, أصبح الحديث عن مستقبل كين والدافع خلف الاتهامات الموجهة له الشغل الشاغل في الأوساط السياسية المختلفة. وأكد سياسيون ونشطاء جمهوريون أن الأحداث الأخيرة "اختبار لزعامة كين, ونقطة تحول في حملته الانتخابية", كما قال بوب فاندار بليتس الناشط الكبير في الحزب الجمهوري في مقابلة مع شبكة شي إن إن. بدورها, قالت حاكمة ولاية ميسيسيبي هيلي باربور إن "الأمريكيين لا ينتخبون شخصا أساء لامرأة". كما توقع خبراء تحدثوا لصحيفة (واشنطن بوست ) فجر الاربعاء 9 اكتوبر 2011أن يواجه كين انتقادات من جانب الحزب الجمهوري نفسه الذي يشعر مسئولوه أن الأخير سيكون مرشحا ضعيفا أمام الرئيس الديمقراطي باراك أوباما. إلا أن الصحيفة أكدت انه من غير الواضح مدى تأثير هذه الادعاءات على مستقبل كين السياسي بالنظر إلى تقدمه في استطلاعات الرأي الشهر الماضي, رغم ظهور هذه الادعاءات. ولفتت إلى أنه في حال تأثر كين سلبا بهذه الضغوط, فإن ذلك سيغير خريطة السباق الجمهوري نحو انتخابات الرئاسة المقرر عقدها في شهر نوفمبر من العام القادم. يأتي ذلك غداة قيام شارون بياليك, وهي أم لصبي في الثالثة عشرة وموظفة سابق بالجمعية الوطنية للمطاعم التي يرأسها كين باتهامه بالاعتداء جنسيا عليها. وقالت بياليك في مؤتمر صحافي في نيويورك إن كين تحرش بها جنسيا عندما جاءته في يوليو 1997 كي تطلب المساعدة بعد أن فقدت وظيفتها في الجمعية الوطنية للمطاعم, مشيرة إلى أن كين قام بلمس أجزاء حساسة من جسدها وراودها عن نفسها. لكن فريق حملة هيرمان كين أكد في بيان بعد المؤتمر الصحفي أن "جميع الاتهامات بالتحرش الجنسي الموجهة ضد السيد كين كاذبة تماما", مشددا على أن "السيد كين لم يتحرش جنسيا بأي سيدة". كما قال جيه دي جوردون المتحدث باسم الحملة الانتخابية لكين إن "السيدة ليس لديها أدلة, كما أنها لم تتقدم بشكوى" في حينها, فيما بررت بياليك ذلك لشعورها بالإحراج وعدم معرفتها بموقفها القانوني. وكان كين, وهو من أصول أفريقية, قد واجه ادعاءات بالتحرش الجنسي خلال الأيام الماضية من ثلاث سيدات الأمر الذي نفاه المرشح الذي يتصدر استطلاعات الرأي منذ أسابيع. وقالت شارون بياليك خلال المؤتمر الصحفي إنها لا تسعى للحصول على أموال, رغم حاجتها إلى ذلك, لكنها أرادت فقط إظهار الحقيقة والتحدث باسم جميع النساء اللواتي تعرضن للتحرش الجنسي. وفي مقابلة معه لشبكة "إيه بي سي", وصف كين هذه الاتهامات بال "مصطنعة والمقززة". ويتصدر كين حاليا قائمة المتنافسين على ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية لعام 2012, على الرغم من الادعاءات الجنسية الأخيرة. وأظهر آخر استطلاع للرأي أجراه معهد "بيو" للأبحاث اعتقاد 39 في المائة ممن استطلعت آراؤهم بصحة هذه الادعاءات الجنسية مقابل 24 في المائة يرون أنها مزيفة و36 في المائة غير متأكدين. لكن نسبة 54 في المائة من الجمهوريين استبعدت في استطلاع للرأي أجرته شبكة "إن بي سي" وصحيفة "وول ستريت جورنال" تأثير هذه الادعاءات على عملية التصويت.