رأت صحيفة ( كريستيان ساينس مونيتور ) الأمريكية أن الصراعات التى تشهدها اليمن حاليا تنذر بنشوب حرب أهلية شاملة فى جميع أرجاء اليمن. ولفتت الصحيفة فى تقرير أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت الاثنين 26 سبتمبر 2011 إلى أن أعمال العنف المستمرة فى اليمن تزايدت بصورة مطردة , حيث خرج إلى الشوارع اليوم الأحد عشرات الآلاف من المتظاهرين , مطالبين بتنحى الرئيس على عبدالله صالح عن السلطة. وحذرت الصحيفة من ارتفاع وتيرة العنف فى صنعاء , والتى قد تؤدي إلى انغماس البلد فى براثن حرب أهلية شاملة إذا ما استمرت فى هذا الاتجاه. وأشارت الصحيفة إلى أن اندلاع الحرب الأهلية فى اليمن , سيكون مصدر إزعاج خاص بالنسبة للدول الغربية التى تقلق من المنظمات الإرهابية التى تستغل اليمن كملاذ آمن لها وتقوم بالتخطيط لتنفيذ عملياتها الارهابية من هناك. واستدلت الصحيفة بقول المحلل السياسى , باتريك كوكبرن , إنه "إذا لم يبدأ صالح عملية الانتقال السلمى للسلطة إلى خصومه , بدءا من المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية فى الشوارع اليمنية وصولا إلى زعماء القبائل والقادة العسكريين , فمن المحتمل أن تتفاقم الأزمة اليمنية بصورة كبيرة". واستشهدت الصحيفة بقول العديد من اليمنيين أن الحرب الأهلية بدأت بالفعل فى اليمن , وان كلا الجانبين محل النزاع (الثوار والحكومة اليمنية) يتصارعان من أجل السيطرة على الدولة من جانب , ومن جانب آخر تهديد أرواح المتظاهرين والمدنيين العزل. وكان مجلس الأمن بالأمم المتحدة قد دعا إلى إنهاء العنف فى اليمن , وحث الثوار اليمنيين والحكومة اليمنية على ضبط النفس والمضى قدما لإيجاد حلول سلمية بناءة وفعالة. ولفتت الصحيفة الى مقتل ما لا يقل عن 144 شخصا خلال المظاهرات وأعمال العنف التى اندلعت فى كل أرجاء اليمن على مدار الأسبوع الماضي . في غضون ذلك أعلن قادة بارزون في المعارضة اليمنية رفضهم للخطاب الذي أدلى به الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الأحد 25 سبتمبر وأكد فيه التزامه بالمبادرة الخليجية التي تهدف لإنهاء الاضطرابات التي اندلعت في البلاد وأودت بحياة أكثر من 650 شخصا منذ شباط/فبراير الماضي. ونقلت منظمة "آفاز" غير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان ومقرها نيويورك عن توكل كرمان الناشطة الحقوقية البارزة في الحركة الاحتجاجية في ساحة التغيير بالعاصمة اليمنية صنعاء إن "الشباب ليسوا مع مقترح مجلس التعاون الخليجي.. إننا نعارضه، ونطالب بمحاكمة صالح على كافة الجرائم التي ارتكبها". وأضافت "بالنسبة لنا، فإن علي صالح ليس رئيسا لليمن، لقد تمت الإطاحة به منذ شهور".