أكد نائب الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الدكتور فهد السلطان أن اللقاءات الوطنية للحوار الفكري التي عقدها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية شكلت إطارا حيويا ملموسا للحراك الفكري للمجتمع السعودي بمختلف نخبه وشرائحه، وان هذا الإطار الذي برزت فيه تجليات كثيرة لقيم التواصل والتآلف والاختلاف الموضوعي، وقيم التسامح والاعتدال والوسطية، هي القيم التي يسعى المركز على لتأصيلها من خلال الحوار الوطني الهادف وقال الدكتور السلطان : انه لاتوجد قناة للتعبير المسؤول، وللنقاش الواضح الشفاف كتلك التي يمثلها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني والتي تجعل من المشاركين والمشاركات في هذه اللقاءات على درجة كبيرة من المسؤولية، وعلى درجة من تحمل تبعات الوعي المفكر الذي ينشغل بالقضايا الوطنية من أجل الصالح العام، ويغض الطرف كثيرا عن الأهواء الشخصية. وواوضح السلطان في حديثة ل (عناوين ) أن هذه اللقاءات مثلت الوعي الفكري السعودي طوال السنوات الخمس الماضية، وأن هناك اعداد كبيرة شاركت في هذه الحوارات واللقاءات وفي برامج المركز وورشه التدريبية، ومشاريعه في الحوار الأسري، كذلك في ومهارات الاتصال ولقاءاته الحوارية المفتوحة وندواته الثقافية حيث وصل العدد الى أكثر من 100 ألف مواطن ومواطنة يمثلون مختلف الشرائح من العلماء والكتاب والباحثين والباحثات والأكاديميين والأكاديميات ورجال الأعمال والطلاب .... هذه الشرائح المتنوعة، ولعل هذه المشاركات الكبيرة تبدي هذا الاهتمام الواسع من أبناء الوطن الذي يحظى به مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني وتحظى به فعالياته الحوارية الفكرية والثقافية . وحول المواضيع المطلوب تسليط الضوء عليها من خلال الحوار الوطني ذكر السلطان أن اختيار الموضوعات التي يتم النقاش حولها حواريا في مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني يتم بشكل تشاوري عام، بمعنى أن المشاركين والمشاركات في اللقاءات الوطنية هم الذين يحددون اختيار هذه الموضوعات، ومدى ملائمتها للحظة الراهنة، ومدى عموميتها وشموليتها بحيث تهدف إلى طرح موضوعات لها قبول لدى الرأي العام، ومتعلقة بالصالح العام، نور اللقاءات لم يخفت واستطلاعات النت تحدد المواضيع واشار الى أن الاستطلاعات التي يجريها المركز ، ومن خلال موقعه على الشبكة العنكبوتية كان لها دور في اختيار هذه الموضوعات، حيث يصبح المركز هو الوسيط المنهجي – إذا صح التعبير – الذي ينظم اللقاءات ويجمع المشاركين والمشاركات مع القيادات المسؤولة عن مجال معين، كما حدث في اللقاءات الحوارية الخاصة بالتعليم والعمل والصحة وحول ما يقال أن نور الملتقى بدأ يخفت تدريجيا أجاب: لم يخفت نور اللقاءات التي يعقدها المركز، ولكن هذا النور توهج أكثر لأن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني لم يعتمد فقط على عقد اللقاءات الوطنية للحوار الفكري، بل وسع من برامجه وأهدافه الرامية إلى نشر الثقافة الحوارية في كل بيت ومسجد ومدرسة، كما أنه يعمل ضمن برامج متنوعة على أن يشكل الحوار قيمة حياتية حيوية لدى الإنسان السعودي من خلال برنامج الحوار الأسري، ومن خلال برامج مهارات الاتصال والحوار، ومن خلال الشراكات المتعددة التي عقدها المركز مع القطاعات الحكومية والمؤسسية، والأكاديمية ليمضي المركز ضمن مشروع حواري واسع يستهدف الوصول إلى مختلف القطاعات ومختلف الشرائح
وأضاف : إن هذا النشاط الحواري الموسع، والذي صارت فيه كلمة " الحوار" على كل لسان، بل إن هناك مؤسسات كثيرة خاصة في المؤسستين: التعليمية والإعلامية تقوم منذ فترة بعقد ندوات حوارية متأثرة بما يطرحه المركز من لقاءات حوارية متنوعة، وهذا – في حد ذاته – يشكل أثرا من آثار وجود المركز في المشهد الفكري والثقافي في المملكة مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في أوج توهجه، وما تزال لديه الكثير من التطلعات والبرامج والمشاريع الحوارية.، خاصة وأن المركز يجري دراسة تقويمية شاملة لجميع أنشطته وفعالياته ولقاءاته التي قام بها خلال السنوات الماضية يجريها فريق علمي أكاديمي من جامعة القصيم وعن وسائل تفعيل مثل هذه الملتقيات قال : يمضي مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني وفق خطط استراتيجية قصيرة المدى وبعيدة المدى، وهي تهدف إلى نشر ثقافة الحوار كهدف جوهري من أهداف المركز، كما تهدف إلى مناقشة الموضوعات التي تهم الصالح العام ، ومن هنا فإن المركز لا يمضي وفق :الصدفة، أو وفق حالة وقتية محددة، لكنه يمضي في سياق خطط علمية منهجية، وهو دائما ما يلجأ إلى التقييم والتقويم لصناعة معدلات منهجية تضبط آليات الحوار وتحدد بوصلته بدقة في ظل هذا الوعي فإن المركز يمضي على وتيرة مطردة، يتوسع في أنشطته وفعاليته ولقاءاته لاستيعاب مختلف القضايا التي تهم المواطن السعودي .
نشر ثقافة الحوار في المجتمع السعودي واكد السلطان أن الهدف من وراء عقد هذه اللقاءات يتمثل في تحقيق تطلعات الإنسان السعودي في طرح قضاياه وإثارة الأسئلة في مختلف هذه القضايا من أجل الوصول إلى تصورات وحلول وأفكار توضع أمام صناع القرار والقيادات والمسؤولين لاتخاذ ما يلزم حيالها، سواء كانت هذه القضايا فكرية أم ثقافية أم تعليمية أم عملية أم صحية ويرى في الوقت نفسه أن الهدف الجوهري من إقامة ملتقى الحوار الوطني يتمثل في أمرين هما نشر ثقافة الحوار في المجتمع السعودي حتى تصبح نمطا من أنماط الحياة عنده، ومناقشة القضايا والمشكلات التي يتفق عليها المشاركون والمشاركات ورواد اللقاءات الحوارية ورواد موقع المركز الالكتروني التي تتسم بالشمولية وتعبر عن التحديات التي تواجه المجتمع السعودي وأكد السلطان أن هناك إشارات كثيرة تدل على أن ما حققه المركز من إنجازات على مختلف المجالات التي تجري فيها أنشطته هي إنجازات متميزة. ومن هذه الإشارات سطوع الاهتمام بمفهوم الحوار في مختلف المجالات التعليمية والإعلامية، ولو رصدنا ما كتب من مواد إعلامية في الصحف اليومية ومواقع الإنترنت – على سبيل المثال – لخرجنا بعشرات الآلاف من المقالات والأخبار والتغطيات الإعلامية . لكن الأمر المبهج هو أننا نشعر في مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني أن ما نقوم به من جهد لتحقيق الأهداف المنشودة للحوار ينعكس بشكل أو بآخر على وعي المجتمع السعودي، كما ينعكس على بعض التطورات التي تشهدها قطاعات التعليم والعمل كصدى لما دار من مناقشات وما طرح من أفكار في اللقاءات الوطنية ، والأهم من ذلك أن الحوار الذي تتعدد صوره وأشكاله بات مفردة أثيرة من المفردات التي يتحدث فيها ومن خلالها أبناء المجتمع السعودي بمختلف شرائحه وفئاته.